أدت حركة إضرابات عمالية أول أمس الثلاثاء إلى إصابة حركة النقل العام والطيران في فرنسا بالشلل، استجابة لدعوة النقابات إلى ممارسة الضغط على الحكومة من أجل حل مشكلة البطالة ومواجهة ضعف القوة الشرائية للأجور والعملة. فقد ذكرت الإدارة العامة للطيران أنه ستلغى 175 رحلة إلى مطار أورلي و212 إلى مطار رواسي شارل ديغول (قرب باريس)، بسبب الإضرابات التي تستمر ليوم واحد. كما شهدت حركة النقل المشترك اضطرابات في العاصمة باريس والمدن الكبيرة الأخرى خصوصا رين وروان ونانت (غرب) ومرسيليا (جنوب شرق) وليون (وسط الشرق). وسيكشف حجم الاحتجاجات عن مدى التأييد الشعبي الذي تتمتع به حكومة رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيلبان التي تولت السلطة قبل أربعة أشهر، كما سيعد اختبارا لقدرة النقابات العمالية على معارضة سياسات دوفيلبان الإصلاحية في مجالي الصناعة والاقتصاد. وكانت النقابات العمالية قد بدأت تحركها اعتبارا من مساء الاثنين الأخير، وأخذت محطات قطارات باريس تزدحم في ساعات الذروة الصباحية رغم أن الباريسيين معتادون على مثل هذه الإضرابات وسيفضل كثيرون البقاء في المنازل. يشار إلى أن معدل البطالة وصل دون 10% من القوة العاملة منذ تولي دوفيلبان رئاسة الحكومة، لكن نحو ثلاثة أرباع الفرنسيين يؤيدون الاحتجاجات وفقا لاستطلاع جديد للرأي في حين يعارضها نحو 25%. ومن المنتظر أن تتعطل الدراسة في عدد كبير من المدارس نظرا لغياب المدرسين والعاملين فيها. كما يتوقع أن ينظم العاملون في القطاع العام وقطاع الطاقة احتجاجات مماثلة، لكن دون انقطاع الكهرباء عن المستهلكين. وتنظر الحكومات الفرنسية عادة بقلق شديد إلى الإضرابات، خاصة بعد احتجاجات الشوارع العارمة التي ساعدت على إسقاط حكومة رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه عام 1997.