قال زعيم المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الشيخ حسن الترابي إن الحركة الإسلامية لم تقرأ التاريخ الإسلامي جيدا عندما أقدمت على الاستيلاء على السلطة في السودان قبل 16 عاما. وأقر الدكتور الترابي، في حوار مع الجزيرة نت، بفشل التجربة الإسلامية في السودان، قائلا إنه سيستغفر عن الأخطاء التي وقعت مع تبصير بالإيجابيات ودعمها. وأضاف الترابي الذي أطلق سراحه قبل شهر ونصف أن فترة سجنه على وطأتها لم تضايقه، لأنها جنبت الإسلاميين، على حد قوله، أن يرموا بسلبيات النظام الحالي، إذ «كانوا سيقولون للإسلاميين في أي بلد انظروا إلى مثالكم في السودان فإذا فتحنا لكم أبواب ديمقراطية أو حرية ستصعدون إلى السلطة ثم تلقون بالسلم مرة واحدة»، مثل أصحابكم هناك وستكون حجة دامغة ستدمر كل حركة الإسلام. كما اتهم الترابي الحكومة السودانية بأنها سلمت إسلاميين إلى بلدان هم مطاردون فيها، رغم علمها بمصيرهم، وقد بدأ ذلك بتسليم إسلاميين إلى بلد جار لم يحدده، رغم أن بعضهم نال الجنسية السودانية على حد تعبيره، قائلا إنه بعودتهم إلى بلدانهم «سيقضى عليهم بعد الحدود مباشرة". وجدد الترابي معارضته للدستور الانتقالي السوداني، ووصف تعديله بالمستحيل، معتبرا أن نسبة الراغبين في الانفصال بالجنوب أصبحت غالبة بعد مقتل زعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق، وما جاء بعده من أحداث، إلى جانب عدم تحوط قرنق بوضعه ضمانات حتى لا يختل اتفاق السلام. وقال الدكتور الترابي إن موت قرنق جاء بقيادات جديدة «عهدناها عسكرية محضة ومن العسير أن نحكم عليها كيف تفعل في دور سياسي مكان جون قرنق». وأبدى الترابي تخوفه مما يواجه الحركة الشعبية بعد مقتل قائدها رغم المؤسسية التي يعمل بها سلفه سلفا كير ميارديت، وحمل الحكومة مسؤولية الأحداث التي وقعت في الخرطوم، والتي خلفت أكثر من 100 قتيل لأنه «كان يمكن أن تنتشر قوات شرطة غير مسلحة حتى يتحقق النظام». أما عما يسمى مشاريع الإصلاح الأمريكية في المنطقة العربية فقال الترابي إن «الإصلاح الذي يأتي الآن جاء بالرياح التي نحن أحوج ما نكون إليها، نحن والبلاد العربية وكل أنظمتنا»، وإن أبدى رغبته في أن يأتي من القواعد لا مفروضا من الخارج، واصفا الأنظمة العربية والتكتلات التي تنتمي إليها بأنها ميتة وثابتة غير متحركة.