دعا محيي الدين علي قرة داغي، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أفراد الأمة الإسلامية إلى مقابلة العدوان بالرحمة وليس بالشدة، مذكرا بوعد الله عز وجل بأن الأرض سيرثها عباد الله الصالحين، وأن العاقبة للمسلمين مهما طال الزمن ومهما صال وجال الباطل والظلم. جاء ذلك في محاضرة له بعنوان "الإعجاز الاقتصادي في مجال المال والاقتصاد والتخطيط الاقتصادي"، خلال أشغال المؤتمر الدولي السادس للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، صباح يوم السبت 30 أبريل، بمدينة تطوان. وحذر محيي الدين قرة داغي، المسلمين من الركون إلى حالة الخوف من أعداء الإسلام، لكن دون الانجرار إلى براثين الظلم، مشددا على أن الظلم ليس من منهج المسلمين وأن الإسلام دين الرحمة المهداة ولا يقبل الظلم على أي أحد. ودعا المتحدث المسلمين أفرادا وجماعات إلى الثبات على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء به، وأكد على التمسك بالثوابت الشرعية للإسلام وعدم التنازل عليها، مع إمكانية التعامل بمرونة مع القضايا التي تندرج ضمن المتغيرات. وفيما نبه المحاضر إلى العواقب الوخيمة للانحراف عن مقتضيات التشريع الإسلامي والركون إلى أعداء الإسلام في قيمهم وسلوكهم ومعاملاتهم في مختلف المجالات، شدد على عدم الاستسلام لمشاعر الإحساس بالوهن جراء ما تتعرض له الأمة الإسلامية من عدوان واضطهاد، مستشهدا بقوله تعالى (لا يلبثون خلفك إلا قليلا تلك سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا)، وأيضا ببشارة النصر في قوله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحين). وبخصوص موضوع الإعجاز الاقتصادي في القرآن الكريم، قال نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن الإعجاز الاقتصادي جزء من الإعجاز التشريعي الذي يجمع بين سعادة الدنيا وثواب الآخرة، وبين الرفاهية المادية وبين صحة عقيدة التوحيد. وأضاف، أن الإعجاز التشريعي يندرج ضمن باب المقاصد وأن الإعجاز البياني من باب الوسائل للإقناع، مردفا بأن الغاية من نزول القرآن الكريم ليس ليكون أفضل كتاب في البيان اللغوي فحسب، وإنما ليكون رحمة وشفاءا للناس. وأشار إلى أن أهم مبدأ إعجازي في القرآن الكريم يتمثل في مبدأ الزوجية بين الروح والمادة وهو ما يحقق الانسجام والتجانس بين الإنسان والتشريع والكون، بخلاف نظرية الوتر التي تقوم على فلسفة الفصل والتضاد بين الدنيا والآخرة. وعرج المتحدث على الجوانب الهامة في الإعجاز الاقتصادي في القرآن الكريم، مشيرا إلى أعظم إعجاز تشريعي في الاقتصاد هو ضبط المعاملات والعقود على أساس العدل والقسط. وأوضح أن الإعجاز الإقتصادي جزء من الإعجاز التشريعي، ويتكون من خمسة أنواع تبين الإعجاز في القرآن والسنة، وأول الجوانب حسب المتحدث هي أن الحلول الإسلامية الواردة في القرآن الكريم بحد ذاتها معجزة لم تصل البشرية إلى أن تجمع بين سعاة الدنيا والآخرة وبين تحقيق الرفاهية الاقتصادية مع الالتزام بالجانب العقدي