وصل ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بالمملكة العربية السعودية مساء أول أمس الإثنين إلى الدارالبيضاء، في زيارة خاصة قادما إليها من مصر، التي تباحث فيها مع الرئيس المصري حسني مبارك الوضع بالعراق ومستقبل القضية الفلسطينية، في ظل الأزمة التي يشهدها مسلسل تنفيذ خارطة الطريق بسبب تماطل الكيان الصهيوني وإصراره على التمادي في بناء الجدار الأمني. وقد كان في استقبال ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بمطارمحمد الخامس الدولي جلالة الملك محمد السادس، وأعضاء من الحكومة المغربية، وعلى رأسهم وزير الخارجية والتعاون محمد بنعيسى وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية. إثر ذلك عقد الملك محمد السادس وولي العهد السعودي اجتماعا ثنائيا بقاعة التشريفات بالمطار، بحثا خلاله مستجدات الأحداث على الساحتين العربية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لتطبيق خارطة الطريق، إضافة إلى الوضع في العراق، وحق الشعب العراقي في تأمين الحياة الكريمة والأمن وتحقيق استقلال العراق ووحدة أراضيه وفق ما ذكرته صحيفة الرياض السعودية في عددها ليوم أمس. وقال المصدر ذاته إن اللقاء كان مناسبة تم خلالها استعراض آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. ويشكل المغرب المحطة الثالثة من جولة ولي العهد السعودي، التي بدأها بسوريا ويختتمها بروسيا، بهدف دعم وتقوية التعاون العربي المشترك، وتنسيق المواقف إزاء الأحداث التي تشهدها الساحة العربية، وفي مقدمتها الوضع بكل من العراق وفلسطين. وفي السياق ذاته بعثت السفارة السعودية بالمغرب بفاكس خصت به التجديد، بطلب من هذه الأخيرة، تضمن تصريحا كاملا للسفيرالسعودي بالرباط لوكالة الأنباء السعودية بمناسبة زيارة ولي العهد السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وأكد السفير السعودي بالرباط الدكتور عبد العزيز محي الدين خوجة، في هذا التصريح، أهمية زيارة ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز للمغرب، وقال في التصريح ذاته إن هذه الزيارة تأتي في إطار جولة عربية تشمل سوريا ومصر والمملكة المغربية بهدف التشاور وتبادل الرأي وتنسيق المواقف بخصوص القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي. وأشار السفير السعودي إلى أن زيارة ولي العهد السعودي ولقاءه مع جلالة الملك محمد السادس ستكون مناسبة أخرى لتجديد أواصر الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين الشقيقين، كما ستكون فرصة لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية، مبرزا أن هذه الزيارة تأتي قبل أيام قليلة من انعقاد الدورة الجديدة للجنة السعودية المغربية التي ستستضيفها الرباط نهاية الشهر الحالي، والتي ستمكن -حسب السفير-من إعطاء دفعة لعلاقات التعاون الاقتصادي التجاري والثقافي، علاوة على بلورة برامج ومشروعات جديدة لتعزيز التعاون في قطاعات ذات أولوية بالنسبة لحكومتي البلدين، وذلك بهدف الارتقاء بهذا التعاون إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة. وعلى صعيد آخر تعد المملكة العربية السعودية الممون التجاري الخامس للمغرب، وراء كل من فرنسا وإسبانيا، وبريطانيا، والولايات المتحدةالأمريكية، بما حجمه حوالي 6 مليارات و88 مليون درهم سنة ,2000 أي ما يمثل 97,4 بالمائة من مجموع الواردات المغربية، والزبون رقم 14 بما قيمته 668 مليون 669 ألف درهم، أي ما يمثل 81,0 بالمائة فقط من إجمالي الصادرات الوطنية نحو السوق الخارجية. وبلغ حجم الاستثمارات والقروض الخاصة بالسعودية في المغرب 2,89 مليون درهم سنة ,2001 محتلة بذلك المرتبة الثانية عربيا بعد دولة الكويت، مقابل 4,147 مليون درهم سنة ,2000 وحوالي 9,107 مليون درهم سنة ,1999حيث كانت تتبوأ مركز الصدارة عربيا. وشهدت سنة 1994 أكبر حجم لاستثمارات هذا البلد خلال المرحلة 2001/1990 بما قدره 5,286 مليون درهم وتظهر هذه الأرقام التي أوردها مكتب الصرف بالمغرب التراجع الحاصل في الاستثمارات السعودية سنة بعد سنة. محمد أفزاز