حمل التقرير السنوي لحالة سكان العالم لسنة 2003 المقدم أول أمس في ندوة صحفية بالرباط في طياته فقرات تثير تحفظات واعتراضات كل ضمير مسلم لتضمنها لأفكار مخالفة لمبادئ الإسلام وأخلاقه، ولمحاولتها تطبيع علاقات جنسية محرمة بين الشاب والشابة كالزنى، إذ جاء في نص التقرير: لقد أصبح رجال ونساء كثيرون يبدؤون تجاربهم الجنسية الأولى في مرحلة أبكر من مراحل حياتهم. وبعدم اختيار الامتناع عن ممارسة الجنس كخيار تحتاج نسبة أكبر من المراهقين والشباب إلى إمكانية الحصول على وسائل تنظيم الأسرة لكي يتجنبوا الحمل غير المرغوب فيه، وجعل الواضعون للتقرير أكبر همهم وقاية الشباب لأنفسهم من الإصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) أثناء الممارسة الجنسية المحرمة شرعا باستخدام الواقيات، ولم يلقوا بالاً إلى أنها علاقة مرفوضة أصلا وغير شرعية لأن فيها انتهاك للأعراض والحرمات، كما أن حاول التقرير إضفاء طابع المشروعية والإنسانية على ظاهرة أخرى محرمة في ديننا هي ظاهرة الإجهاض شريطة -يضيف التقرير- أن يكون الإجهاض إجهاضا مأمونا يخلص الفتيات من حمل غير مرغوب فيه، وتُقدر عمليات الإجهاض ب 20 مليون عملية يجرى كل سنة في أرجاء العالم. وخلال الندوة الصحفية ليوم أول أمس، قدم مسؤول في صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب تلخيصا للتقرير السنوي لحالة سكان العالم لسنة 2003 تحت عنوان جعل مليار مراهق قوة مؤثرة، الاستثمار في صحة المراهقين وحقوقهم، والذي تناولت صفحاته ال 84 الوضع الصحي والتعليمي لجيل ما دون 25 سنة الذي يشكل نصف سكان العالم، والتحديات والمخاطر التي تواجه هذه الفئة العمرية، وتؤثر بشكل مباشر في سلامة أفرادها البدنية والعاطفية والعقلية، واستفاض التقرير في تفصيل ذلك في 7 محاور هي: عرض عام لحياة المراهقين، ومحور انعدام المساواة بين الجنسين والصحة الإنجابية، ومحور داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) والمراهقون، ومحور عنوانه العمل على جعل السلوك صحيا بدرجة أكبر، ومحور تلبية الاحتياجات إلى خدمات الصحة الإنجابية، ومحور وضع برامج شاملة من أجل المراهقين، ومحور أخير حول إيلاء الأولوية للمراهقين. وقال ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب جورج جورجيي ل التجديد إن غياب استثمار سريع وكاف في مجال حقوق المراهقين التعليمية والصحية يشكل حاجزا دون تقدم الدول، على اعتبار أن نصف ساكنة المعمورة تقل أعمارهم عن 25 سنة، وأن ما يقارب 1,2 مليار نسمة من البشر هم مراهقين (ما بين 10 و19 سنة)، وأضاف المسؤول الأممي، الذي كان يتحدث قبيل انطلاق ندوة صحفية تقديم التقرير الذي ركز هذه المرة على قضايا المراهقين وحاجياتهم، أن النهوض بالاستثمار يتطلب مقاربة تشاركية متعددة القطاعات يشارك فيها القطاع العام والخاص وهيآت المجتمع المدني. وفي هذا الصدد كشف جورجيي أن صندوق الأممالمتحدة للسكان سيعطي الانطلاقة في بحر الأسابيع المقبلة لبرامج جديدة تنجز بتعاون مع وزارات ثلاث هي: الصحة والتربية الوطنية وكتابة الدولة في الشباب، ومع جمعيات محلية في المغرب ويتعلق الأمر بخلق أنشطة سواء في مؤسسات تعليمية كنوادي الشباب يسيرها الشباب أنفسهم ولذلك أطلق على البرنامج شباب من أجل شباب، أو في دور الشباب والمراكز النسوية، ومن البرنامج التي تدخل عليها اللمسات النهائية قبل التنفيذ إنشاء مرافق صحية مدرسية وغير مدرسية مخصصة لفئة الشباب، وعلل ممثل الصندوق هذا التخصيص بأن المرافق الصحية الموجودة حاليا معدة أساسا لمعالجة الأشخاص البالغين، وليست مجهزة للتعامل مع القضايا الصحية لفئة الشباب، وأضاف أنه سيكون داخل هذه المصالح أشخاص متخصصين ذوي تكوين صحي يتلاءم وخصوصيات تلك الفئة العمرية. وحول إذا ما كانت هذه البرامج ستشمل التراب الوطني أو ستنجز في مناطق بعينها، أوضح جورج جورجيي أن برامج الدعم والمساعدة هذه ستنفذ في المرحلة الأولى في الأقاليم الأربعة لجهة مراكش تانسيفت الحوز (الحوز، شيشاوة، قلعة السراغنة، الصويرة) وعمالاتها الثلاث (مراكش المنارة، مراكشالمدينة، سيدي يوسف بن علي)، واختيرت المناطق الحضرية وليس القروية لتحتضن هذه البرامج الأولية لأن شبكات التضامن الاجتماعي سيما الدعم العائلي يقول المصدر نفسه ما تزال قوية في البوادي، وفي المقابل أصابها بعض الضعف في الحواضر. محمد بنكاسم