أصدر الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس بيانا أكد فيه أنه بعون الله وتوفيقه تمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسام من تنفيذ هجوم عسكري مفاجئ على مجموعة من الجنود الصهاينة كانوا يعتلون سطح أحد المنازل المهجورة في حي أبو عريف شرق مدينة دير البلح بالقرب مما يسمى بمغتصبة ( كفار داروم) حيث أطلق مجاهدونا الأبطال قذيفتين من نوع زذا وأتبعوهما بإطلاق نار كثيف من الرشاشات الخفيفة وأضاف البيان أن المجاهدين الأبطال انسحبوا من مكان العملية إلى قواعدهم بسلام تحفظهم رعاية الرحمان. وتابع البيان العسكري إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام إذ نعلن مسؤوليتنا عن هذه العملية الجهادية لنعاهد الله تعالى ونعاهد جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد على المضي قدماً في طريق الجهاد والمقاومة حتى يأذن الله بالنصر والتمكين، وختم البيان بعبارة وإنه لجهاد نصر أو استشهاد إثر ذلك قصفت مروحيات أباتشي يهودية ورشة حدادة بالصواريخ في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة. وأسفر القصف عن وقوع أضرار مادية بالورشة والمنازل المجاورة لها، وتحدثت أنباء عن إصابة فلسطيني بجروح. من ناحية ثانية تصاعد الجدل الفلسطيني حول المبادرة الأمنية المصرية لإرسال خبراء إلى قطاع غزة في إطار انسحاب إسرائيلي متوقع. فبينما أكد رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع في تصريح لالجزيرة وجود اتفاق فلسطيني حول الدور المصري في إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، نفى سعيد صيام أحد القادة السياسيين لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة أن يكون هناك اتفاق فصائلي حول المبادرة. وقال إنه لا السلطة الفلسطينية أو مصر قدمت مبادرات أو اقتراحات مكتوبة بهذا الشأن حتى الآن. وفي السياق ذاته، حاول وزير الخارجية المصري أحمد ماهر التقليل من شأن الانتقادات التي وجهتها على الأخص حركة الجهاد الإسلامي للمبادرة المصرية التي قالت إنها تخدم المصالح الإسرائيلية. وأضافت الجزيرة أن مصر ستؤجل سفر خبرائها الأمنيين إلى غزة إلى حين الحصول على ضمانات من الأطراف الفلسطينية، بقبول مهمتهم. ومن جانب آخر، تعهد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالسيطرة على غزة بعد انسحاب إسرائيل من القطاع، والتصدي للناشطين الفلسطينيين، الذين لا يلتزمون بالقانون، وقال: إنه يتفهم حاجة إسرائيل للحفاظ على هويتها اليهودية، معربا عن استعداده للتخلي عن حائط البراق في إطار اتفاق مع إسرائيل، جاء ذلك في حديث مع صحيفة هاآرتس الصهيونية نشرته الجمعة الأخير، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يلتزم فيها عرفات بهذا الأمر. وأضاف عرفات أن أي قيادي فلسطيني لا يمكنه التنكر لحق إسرائيل في الوجود بتهربه من قرار المجلس الوطني لعام ,1988 الذي وصفه بأنه مهم جدا. وفي ما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين، أشار عرفات إلى مشكلة حوالي 4 ملايين لاجئ فلسطيني، معتبرا أنهم لا يريدون العودة جميعا إلى أراضيهم (التي احتلها اليهود الغاصبون عامي 1948 و1967)، في إطار اتفاق محتمل. وتجاهل الرئيس الفلسطيني الحديث عن عدد اللاجئين، الذين يجب السماح لهم بالعودة إلى أراضيهم الفلسطينية التي هجروا منها، بموجب أي اتفاق سلام مستقبلي. وقال: إن اللاجئين (الفلسطينيين) يعيشون في عدد كبير من الدول في الأردن، ومصر، وأوربا (في ألمانيا)، وهؤلاء لن يعودوا. ومن جهة أخرى، أعلن عرفات أنه على استعداد للموافقة على تسوية تتضمن مبادلات في الأراضي، يستعيد بموجبها الفلسطينيون ما بين 97 إلى 98% من أراضي الضفة الغربية، معربا عن استعداده للاعتراف بسيطرة إسرائيل على حائط البراق (حائط المبكى كما يسميه اليهود) والحي اليهودي في القدسالشرقية في إطار اتفاق يمنح الفلسطينيين السيادة على هذا القطاع من المدينة المقدسة. وحين سئل عما إذا كان لن يتردد في محاربة حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة إذا لزم الأمر، قال عرفات :بل سأقف ضد أي شخص حتى لو كان من حركة فتح إذا انتهك القانون. وانتقدت صحيفة القدس العربي تصريحات عرفات قائلة إنالاقرار بيهودية دولة إسرائيل يعني حرمان مليون عربي يدينون بالديانتين المسيحية والإسلامية من حقوق المواطنة، وتحويلهم إلى غرباء فوق أرضهم، وأرض أجدادهم، والأهم من هذا وذاك أن مثل هذا الإقرار يعطي المتطرفين الإسرائيليين، وأرييل شارون على رأسهم، ضوءاً أخضر لممارسة سياسات التطهير العرقي ضد هؤلاء. وتابعت الصحيفة أن الرئيس عرفات محاصر، ويواجه تهديدات بالتصفية السياسية، وربما الجسدية، في محاولة للضغط عليه من أجل تقديم تنازلات تعيد مسيرة المفاوضات، خاصة في قضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومستقبل القدسالمحتلة، مضيفة أن الرجل يبدو، ومن خلال المقابلة مع الصحيفة الإسرائيلية وكأنه يحاول إيصال رسائل إلى الإسرائيليين توحي باستعداده لتقديم ما يريدونه من تنازلات. ومضى رأي القدس يقول نحن نختلف مع الرئيس عرفات في كل ما قاله، لأن المعاناة ليست المعيار الذي يقرر حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم، وإنما القرارات الدولية أولا، والحقوق التاريخية والثوابت الوطنية مضيفا حق العودة، حق مقدس، يتساوى فيه وأمامه جميع اللاجئين الفلسطينيين، أيا كانت إقامتهم، ومهما كانت طبيعتها، مريحة أو بائسة، في دول أوروبية ثرية، أو وسط مجتمعات عربية فقيرة وختمت الصحيفة رأيها بقولها: نحن مع خروج الرئيس عرفات من حصاره، وإعادة حرية الحركة إليه، كما أننا نتفهم حقه في المناورة سياسيا وإعلاميا، ولكننا نرى أن الثوابت الوطنية مسألة مقدسة يجب أن تكون فوق كل الاعتبارات التكتيكية. كما استنكر قياديون فلسطينيون داخل وخارج الخط الأخضر ما نسب للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بصحيفة هاآرتس الإسرائيلية، وقالوا: إن المسجد الأقصى ليس ملكا لشخص أو جهة ما يحق له التفاوض عليه كما يريد، وإن أرض فلسطين بما فيها الأقصى هي أرض وقف إسلامي لا يجوز التنازل عنها. إ.العلوي