توفي 656 مغربيا في العام الماضي بسبب الإصابة بمرض السل حسب المعطيات التي قدمتها وزارة الصحة يوم الأربعاء 23 مارس 2016 في تظاهرة خاصة بمناسبة اليوم العالمي لداء السل الذي يوافق 24 مارس من كل سنة، وحسب نفس المصدر فقد تم تسجيل 30 ألف و 636 حالة إصابة بالمرض في عام 2015 منها 28 ألف و955 حالة جديدة و1681 حالة انتكاسة بينما تطورت حالات 160 مريضا إلى الإصابة بالسل المقاوم للأدوية. وقال وزير الصحة الحسين الوردي في كلمته بالمناسبة أن السل الرئوي يمثل نصف الحالات المسجلة تقريبا، مشيرا إلى أن داء السل هو مرض يصيب الساكنة الشابة التي يتراوح عمرها بين 15 و45 سنة، كما أن 70 بالمائة من المرضى ينتمون إلى الأحياء الهامشية لكبريات المدن كالدار البيضاء، سلا، فاس وطنجة، وهي هوامش معروفة بكثافة ساكنتها وهشاشة أوضاعها المعيشية. وأكد الوردي أن المحددات السوسيو اقتصادية تلعب دورا كبيرا في استمرارية انتشار هذا المرض، أهمها ظروف السكن، الفقر والهشاشة، الاختلاط، الكثافة السكانية الكبرى وسوء التغذية. معتبرا أن القضاء على داء السل ببلادنا يتطلب العمل على مواجهة هذه المحددات السوسيو اقتصادية بكل حزم ومسؤولية، في إطارتظافر جهود كل القطاعات الوزارية المعنية وكذلك الجماعات الترابية وفعاليات المجتمع المدني، مع اعتماد مقاربة شمولية تجعل الصحة في قلب اهتمام كل السياسات العمومية. وأضاف الوزير أن المجهودات المبذولة من طرف وزارة الصحة وشركائها مكنت من تخفيض نسبة الإصابة بداء السل بكل أشكاله من معدل107 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة في سنة 2000 إلى 89 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة في سنة 2015، أي انخفاض بمعدل 17 في المائة. كما تم تحقيق نسبة معدل الكشف للمرض ونسبة نجاح العلاج تفوق 85 بالمائة. وفي السياق ذاته، أبرز الوردي أن التكفل بكل المرضى، سواء في القطاع العام أو الخاص، مجاني منذ انطلاق البرنامج الوطني لمحاربة داء السل حيث تتراوح كلفة التكفل بالمريض الواحد المصاب بداء السل غير المقاوم للأدوية من 520 إلى 1330درهم، في حين تتراوح هذه الكلفة ما بين 13 ألف و 500 و27 ألف درهم بالنسبة للمصاب بالسل المقاوم للأدوية، دون احتساب الأجور والنفقات المتعلقة بالبنيات التحتية والمعدات. ولفت الوزير إلى أن الاعتمادات المالية المخصصة للبرنامج الوطني لمحاربة داء السل ارتفعت من 30 مليون درهم سنة 2012 إلى 65 مليون درهم سنة 2015، إضافة إلى دعم مالي من الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا بقيمة 85 مليون درهم. من جهتها، أبرزت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الخاص بالسل في العالم عام 2015 أن السل المقاوم للأدوية المتعددة يشكل تحديا كبيرا إذ لا يكشف في الوقت الراهن سوى عن حالة واحدة فقط من كل أربع حالات للإصابة بالسل المقاوم، بينما تعالج حالة واحدة من كل حالتين، واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن هذا الوضع يعني أن السل لا زال يحتفظ بوضعه كخطر شديد يهدد الصحة العمومية.