كتبت صحيفة أمريكية أن ولاية «بان كي مون» على رأس الأممالمتحدة مليئة ب«الإخفاقات سواء الشخصية أو المؤسساتية"، مبرزة أن «بان كي مون» "كان الدبلوماسي رقم واحد على الساحة الدولية الذي طور ميولا طبيعيا إلى صب الزيت على نار النزاعات الدولية". ولاحظت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في مقال نشرته الاثنين الماضي (21 مارس 2016) في نسختها الالكترونية، كتبه أحمد الشرعي، الناشر والعضو بمجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، أنه "عندما ستصل ولاية بان كي مون إلى نهايتها بحلول متم السنة الجارية، سنكون أيضا أمام نهاية عهد من انعدام الكفاءة وسوء التدبير"، موضحا أن الانزلاقات اللفظية والتصرفات المدانة للأمين العام للأمم المتحدة، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، "أضرت" بالجهود الرامية إلى تسوية سياسية ومستدامة ومقبولة من جميع الأطراف لنزاع الصحراء. وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه خلال زيارته للجزائر ومخيمات تندوف بصفته أمينا عاما للأمم المتحدة "تخلى بان كي مون عن قبعته كمسير محايد، ليصبح طرفا في النزاع"، إذ وصل به الحد إلى استعمال كلمة "احتلال" لوصف استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية. وأبرزت الصحيفة الأمريكية، واسعة الانتشار، أن تصرفات بان كي مون "لا ينبغي أن تكون مفاجئة" بالنظر إلى إخفاقاته في تدبير الأزمتين السورية والليبية، مضيفة أن انزلاقات وتصرفات بان كي مون غير مفهومة ومأسوف عليها، باعتبار أن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة اعترفت بمزايا مخطط الحكم الذاتي في الصحراء، تحت السيادة المغربية، والذي وصف ب«الجدي وذي مصداقية». وتطرقت الصحيفة الأمريكية، في هذا الصدد، إلى مظاهر التنمية على جميع المستويات التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مذكرة بأن المغرب استثمر مليارات الدولارات لتنفيذ مشاريع مهيكلة هامة، خصوصا في مجالات الموانئ والمطارات والسكن والتربية والتعليم. وأضافت اليومية أنه أمام هذه الانزلاقات، تظاهر ما لا يقل عن ثلاثة ملايين مغربي بشكل سلمي ضد تصرفات الأمين العام للأمم المتحدة، كما أن مدينة العيون كانت لوحدها مسرحا لمظاهرة جمعت 180 ألف مغربي أمام مقر بعثة المينورسو. وذكرت اليومية أنه "من خلال إثارة العواطف، وعوض الاضطلاع بدور صانع سلام، أساء بان كي مون إلى مصداقية منظمة الأممالمتحدة، التي قبلها المغرب كإطار لمحادثات السلام، والتي وضعت فيها المملكة آمالها"، معتبرة أن تصرفات الأمين العام للأمم المتحدة "تنم عن ميل اعتيادي لخيانة المثل المؤسسة لميثاق الأممالمتحدة". وأثارت الزلات العديدة والمتكررة للأمين العام للأمم المتحدة انتقادات من قبل العديد من السياسيين والمفكرين الموظفين الدوليين، فمسؤولة مكتب خدمات المراقبة الداخلية المكلف بمكافحة الفساد في الأممالمتحدة «إينغا بريت الينوس»، كانت قد قدمت تقريرًا، في وقت سابق، اتهمت فيه الأمين العام بإعاقة عامة، وخاطبت الأمين بان كي مون بالقول بأن أعماله ليست مؤسفة فقط، بل تستحق العقاب. ووصفت المسؤولة الأممية «بان كي مون» بأنه «ثقيل الفهم ولا يستوعب بسرعة».