قال عضو في جمعية دور الضيافة بمراكش والجنوب إن مجال الاستثمار في الميدان السياحي الخاص بدور الضيافة لا يخلو من وجود ذوي النيات السيئة فيه، مؤكدة أن عددا من السلوكيات السلبية والممارسات الأخلاقية غير السليمة ما تزال توجد في بعض الدور، خاصة ما تعلق منها بعدم احترام الآداب العامة ونزع لباس الحشمة في أزقة المدينة وفوق سطوح الدور. كما أكدت أن الجمعية تعمل على توعية المستثمرين باحترام الأعراف والآداب والتقاليد والقانون الجاري بها العمل بالمغرب. وأضافت الفاعلة الجمعوية نفسها في حديث لالتجديد على هامش انعقاد يوم إعلامي يوم السبت الماضي 24أبريل، للتعريف بمكانة هذه الدور في النسيج السياحي والثقافي والاجتماعي، أن تراجع وجود لمسات عربية مغربية في بعض ديكورات الدور يرجع بالأساس إلى أن المستثمر الغربي يحب أن يبرز اللمسات التي تنتمي إلى حضارته، وإن كان ذلك في فضاء عام ذي طابع مغربي. وفي تناقض مع ما صرحت به سابقا ومع ميثاق الجودة المتعلق بأعضاء الجمعية الذي ينص على احترام الأعراف والآداب للمغرب البلد المسلم ذي التقاليد العريقة أشارت المتحدثة ذاتها إلى أن بعض أن العادات الأوروبية مثل شرب الخمر لا يمكن الاستغناء عنها لأنها تنتمي إلى حضارتها الوافدة، مضيفة دون اكتراث أن ذلك لا تأثير له على المسلمين وخاصة أطفال الأحياء السكنية في المدينة القديمة التي توجد فيها دور الضيافة ، مادام أن شرب الخمر أصبح الجميع يراه متداولا في المجتمع المغربي بل إن القناة التلفزيونية العمومية تشهره في بعض المسلسلات الغربية!!! وعن الأهداف المباشرة التي يتوخاها المستثمرون الأجانب في المغرب ، أجاب صاحب دار أخرى أن التجارة هي الوحيدة التي ساقته إلى مدينة مراكش، معربا عن أسفه لكون الأوروبيين فقط هو من يتعاطون لهذه الحرفة، ومتخوفا من الوتيرة المتسارعة التي يبيع بها سكان المدينة القديمة منازلهم مما يمكن أن يفرغها من السكان الأصليين، وبالتالي لن تصبح لهذه الحرفة أي قيمة سوى تناسل كانطونات أجنبية في بلاد عربية، وهو ما عاشه شخصيا في منطقة باريسية حيث استعمرها الإنجليز بشراء حوالي 6000 مسكن، وجعله يحس بنوع من الغبن فيما يخص انقراض الموروث الثقافي الفرنسي في منطقته. جدير بالذكر أن هذا اليوم الدراسي الذي نظم لفائدة الصحفيين، عرف زيارة بعض الدور النموذجية ، لكن ما لوحظ هو الحضور البارز للطابع الغربي على الفضاء المنمق بفتات ديكور مغربي، خاصة وجود حانات و مسابح وتعليق صور إباحية على الحائط. إضافة إلى ذلك لوحظت أثمان خيالية في بعض الخدمات التي تقدم في جو نخبوي خاص وأبواب مغلقة، مما يضع أكثر من سؤال حولها ، إذ قد تصل الليلة الواحدة إلى 7000درهم وأقلها إلى 2000درهم، فمثلا حمام يساوي 70 درها للساعة الواحدة وهو ما يعادل 14 مرة ثمن حمام عمومي بالمدينة. كما عرف نفس اليوم الإعلامي عقد ندوة صحفية ذكر فيها أنه تم لحد الآن تصنيف حوالي70 دارا من ضمن450 بعد صدور القانون المنظم في الجريدة الرسمية مارس الماضي، وأعيدت دعوة قديمة جديدة لا يكترث لها أكثر المستثمرون، حسب بعض أعضاء الجمعية أنفسهم، وهي العمل على الحفاظ على طابع الدور المعماري واحترام خصوصية وطبيعة العيش بالمدينة العتيقة والتزامهم بتقديم أحسن الخدمات للسياح. عبد الغني بلوط