توج الفيلم اللبناني "فيلم كثير كبير" "كثير للمخرج اللبناني ميرجان بوشعيا، بالسعفة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الخامسة عشر، والتي اختتمت يوم السبت 12 دجنبر 2015 بالمدينة الحمراء. وخلافا للأعراف، قدمت هذه الجائزة في بداية الحفل بدل آخره، ووجد المخرج اللبناني الشاب نفسه وحيدا في المنصة بعدما فضل الأمريكي فرانسيس كوبولا رئيس لجنة التحكيم، بعد الإعلان عن الاسم الفائز، الذهاب للجلوس بدل تقديم الجائزة للفائز، حيث تكفلت بذلك إحدى المضيفات أمام استغراب الحضور. لكن مير جان الذي بدا جد متأثر بهذا الفوز الأول من نوعه تحدث وبلهجة لبنانية بإيجابية عن كوبولا قائلا إنه تتلمذ على يديه كما تتلمذ على يد عدد من أعضاء لجنة التحكيم، مشيرا في كلمة مقتضبة أن بلده لبنان لم ينصف وها هو ينصف لبنان الذي يعيش أوضاعا مأساوية للأسف. وتدور أحداث الفيلم حول شخص يطلق سراحه بعد أن أدين وسجن قبل خمس سموات بجريمة قتل، ارتكبها شقيقه الأكبر الذي صمم على تغيير حياته والتخلي عن الاتجار في المخدرات، يرى مخططاته تضيع هباء أمام إصرار مزوديه فيجد نفسه مرغما على الانخراط في عملية واسعة النطاق لتهريب المخدرات عبر الحدود اللبنانية السورية بعد خروجه من السجن. لقد تمكن المخرج من خلال هذا الفيلم، الكشف عن العديد من المتناقضات التي تكتنف شعور "مجرم" يحاول أن يتوب لكن ماضيه يمنعه من ذلك. الفيلم ، الذي اشتغل عليه المخرج لثلاث سنوات وبتمويل لبناني قطري، يجمع بين قوة الحركة والتشويق المتواصل والاحداث المترابطة لكن بعض المرات بغير إقناع واضح، ومشاهد من الكوميديا السوداء التي تنتقد واقعا طائفيا ممزقا اجتماعيا وسياسيا، تساهم في ذلك وسائل إعلام غير مهنية. وعيب عن الفيلم الفائز تضمنه للكثير من الألفاظ الجارحة والسوقية . أما جائزة أحسن إخراج، عادت للبرازيلي كابرييل ماسكارو عن فيلمه "ثور النيون"، الذي شارك في المسابقة الرسمية إلى جانب 14 فيلما أخر، وهو فيلم تدور أحداثه حول رجلين يحاولان على متن حصانيهما أن يوقعا بثور أرضا من خلال جره من ذيله، ونجح المخرج عبر كاميرا متحركة بقوة، وفي تسليسل أحداث تشد الأنفاس في إظهار المشاعر الإنسانية العميقة ل"إنسان" يريد قهر حيوان مغلوب على أمره، مستعملا قوته وجبروته كما يفعل إنسان قوي مع أخيه الإنسان الضعيف. وفاز الممثل الأيسلندي كونار جونسون، بعد أدائه المتميز جدا في فيلم "الجبل البكر"، والذي أدى فيه دور البطل "فوسي". فيما حصلت الممثلة كالاتيا بيولوجى، على جائزة أفضل ممثلة، عن الفيلم البلجيكى السويسرى الفرنسى "كيبر"، والفيلم من إخراج كيوم سينيز، وإنتاج إيزابيل تروك، ويشارك فى بطولته كاسى موتى كلين، وكاترين سالى، وسام لويك. وبالنسبة لجائزة لحنة التحكيم فتفرقت أيضا ومناصفة بين ثلاثة عشر فيلما من أصل خمسة عشر مشاركا في المسابقة الرسمية، والتي لم ترق كلها حسب ما كتبه الكثير من النقاد للفوز بإحدى الجوائز من ضمنهم الفيلم المغربي البلجيكي "المتمردة" لجواد غالب، حيث بدا أن اختيار الأفلام ال13 على غير العادة بدا واحد أو اثنين كان من باب "التشجيع" وليس من باب " الاعتراف" بالإنجاز. وبخصوص جائزة سينما المدارس، والتي كان يرأس لجنة تحكيمها المخرج والكاتب البلجيكي كواكيم لافوس، فقد فاز بها فيلم "الفتاة المجهولة" للمخرج الشاب رضا جاي من مدرسة استوديو م الدارالبيضاء، وهي الجائزة التي تبلغ قيمتها 300 ألف درهم كدعم لإنجاز فيلمه الأول، حيث يبقى الهدف من هذه الجائزة اكتشاف المواهب الوطنية في مجال الفيلم السابع.