افتتح صباح الأربعاء 28 أكتوبر 2015، المؤتمر العالمي الثاني لتدبر القرآن الكريم، تحت شعار، "تدبر القرآن الكريم: أعلام ومناهج"، بمشاركة حوالي 400 شخصية من العلماء المتخصصين في علوم القرآن الكريم، ينتمون إلى أزيد من 30 دولة. ويشهد المؤتمر إطلاق جائزة عالمية لخدمة تدبر القرآن الكريم، وتشمل الجائزة، التي يبلغ مجموع قيمتها 60 ألف دولار امريكي، أربع فروع، هي "جائزة البحث العلمي"، و"جائزة المناهج التعليمية"، و"جائزة خدمة التدبر"، و"جائزة أفضل عمل إعلامي حول التدبر". وقال ناصر سليمان العمر، رئيس مجلس أمناء الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم، إن المؤتمر في دورته الثانية، "انتقل من المشرق الى المغرب"، مضيفا خلال كلمة له في افتتاح المؤتمر، "هدفنا أن يكون التدبر في كل دولة ومؤسسة تعليمية وبكل بيت وأسرة، لن يتحقق للأمة اي انتصار على أعدائها إلا بالقرآن والسنة، وبفهم القرآن الذي لن يتحقق إلا بالتدبر"، ويرى سليمان ناصر، أن "الأمة تعرف ظروفا استثنائية وعلاجها بالقرآن الكريم"، وقال أيضاً، "الأمة تعيش مصيبة كبيرة ولا ملجأ لها إلا كتاب الله". من جهة أخرى، قال ادريس منصوري، رئيس جامعة الحسن الثاني، في كلمة له بالمناسبة، "القرآن الكريم بحر عميق لا تفنى عجائبه، والتدبر عملية عقلية تؤثر في القلب"، مشددا على أن "الأمة في أمس الحاجة لوضع مناهج لتعليم منهجية تدبر القرآن، تكون مستقلة عن المناهج الدينية، مما يساهم في تنمية القدرات العقلية والذهنية للإنسان". ويرى عمر بن عبد الله المقبل، رئيس مجلس ادارة الهيئة العالمية لتبر القرآن الكريم، أم من بين الغايات من المؤتمر، "تعميق النظر العلمي والفكري والمنهجي في مجال القرآن الكريم"، وقال في تصريح ل"التجديد"، "المؤتمر ننظمه في المغرب، للسمعة الطيبة لهذا البلد، في احتضان المؤتمرات العلمية القرآنية تحديدا"، وشدد المتحدث على أن "القرآن يحارب الغلو الذي يجتزئ او يأخذ بنص يخدم منهجه، ويحارب الجفاء الذي يريد أن يعطل كتاب الله عن هيمنته على حياتنا"، وأفاد بن عبد الله المقبل، بأنه من المرتقب أن يوصي المؤتمر ب"تفعيل مجموعة من الشراكات والاتفاقيات مع الجهات العلمية التي تعتني بالقرآن الكريم"، مضيفا، "ونأمل أن يكون المؤتمر القادم مختصا بالتدبر، عن طريق وسائل الإعلام التقليدية أو وسائل الإعلام الجديدة، حيث نلاحظ الأثر القوي والشديد جدا لوسائل الإعلام في أفكار وعقول الناس". ويناقش المؤتمر، المنظم بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضا، خمس محاور رئيسية، تسلط الضوء على أعلام المتدبرين من خلال مدرستي المتقدمين والمعاصرين، وقراءة مناهج التدبر، علاوة على قراءة تحليلية نظرية وتطبيقية، للمؤلفات التي تعنى بتدبر القرآن الكريم. يذكر أن الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم، نظمت مؤتمرها العالمي الأول في الدوحة سنة 2012، تحت شعار "تدبر القرآن الكريم وأثره في حياة الأمة". وتعتبر الهيئة "مؤسسة دعوية علمية تعليمية، تأسست قبل ثلاث سنوات، تسعى إلى تحقيق تدبر القرآن الكريم في الأمة"، كما تهدف إلى "إحياء تدبر القرآن الكريم وربط الأمة به علما وعملا، وإيصال مضامينه السامية إلى العالم بمنهج واضح المعالم".