قال المهندس محمد الحمداوي، المنسق العام لمجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح، إن الحركات الإسلامية تحتاج إلى تجديد فكرها السياسي وإنتاج أطروحات جديدة تواكب التطورات والتحولات التي عرفتها الأمة. وأضاف الحمداوي، في عرض أطره الأسبوع المنصرم ضمن فعاليات الجامعة الصيفية السنوية لحركة مجتمع السلم الجزائرية، تحت عنوان "دواعي ومبررات تجديد الفكر السياسي"، أن التجديد سنة ملازمة للدين بشكل عام، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها"، مؤكدا أن الفكر السياسي للحركات الإسلامية "قد استنفد طورا ويحتاج إلى بناء طور جديد". وشدد الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، أن التجديد في الفكر السياسي ضروري لضمان حسن المواكبة، مبرزا أن الحركات الإسلامية لا ينقصها علماء متخصصون في العلوم الشرعية ولكن "ينقصها علماء الاجتماع لأنها تريد أن ترصد حركة المجتمعات والتحولات التي تعيشها". كما أوضح الحمداوي أن استشراف المستقبل يحتاج إلى فقه الواقع والثقافة المقاصدية والقواعد الأصولية، مؤكدا أنه "آن الأوان لتعميم فكر المقاصد وفقه الأولويات والموازنات كأدوات وآليات وقواعد لتحسين طرائق التفكير عند أبناء الحركة الإسلامية خاصة المشتغلين في الجانب السياسي". وزاد القيادي الإسلامي موضحا، أن الحركة الإسلامية والفكر السياسي الإسلامي يحتاج إلى أن ينتج أطروحة متكاملة تنطلق من الواقع وتنظم العلاقة بين الدعوي والسياسي، مبرزا أن الدعوي"يشتغل بما هو مبدئي وبما يجب أن يكون والسياسي يشتغل فيما يمكن أن يكون"، ودعا الحمداوي إلى ترك الجانب الهوياتي والمرجعي يحضر بالقدر المطلوب في الهيئات الدعوية والتربوية، وتمكين الهيئات السياسية والحزبية من الإبداع والتطوير في التدبير والتسيير والاستجابة لحاجيات المجتمع. كما اعتبر الحمداوي، أن إدارة التنوع والاختلاف بين مكونات الحركات الإسلامية من القضايا التي تحتاج إلى المواكبة والتطوير، حيث بين أن "الحالة الجزائرية التي كانت فيها مجموعة النحناح ومجموعة جاب الله، أصبحت اليوم سبعة أحزاب سياسية من مدرسة إسلامية متقاربة"، وأضاف "أعتقد أن الحركة الإسلامية تعاني حقيقة في تدبير الاختلاف ومن مراحل الانشقاق يبدو أن السبب في ذلك هو "تدبير التنوع والاختلاف داخل المؤسسات". وطالب القيادي في حركة التوحيد والإصلاح، الحركات الإسلامية المشاركة في العمل السياسي والتسيير إلى التخلي عن خطاب المظلومية والانتقال إلى خطاب المسؤولية، كما دعا الفكر السياسي الإسلامي إلى بلورة أطروحة جديدة في تدبير العلاقة مع العلمانيين، وكذلك تصوره للخصوصية المحلية وعلاقتها بالقضايا الدولية والعلاقة مع الغرب التي اعتبر أنها تحتاج إلى تطوير وتجديد يتلاءم مع المرحلة التي نعيش فيها.