يلقي الدكتور عبد الكبير المدغري العلوي محاضرة في موضوع الإكراه الديني في ضوء المواثيق الدولية، وذلك بتنظيم من جمعية خريجي الدراسات الإسلامية العليا التي يرأسها الدكتور محمد الروكي. وستنظم المحاضرة يوم الأربعاء 21 أبريل 2004 ابتداء من الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال بمدرج الشريف الإدريسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. وحسب أحد أعضاء الجمعية البارزين، فإن هذه المحاضرة تكتسي أهمية بالغة، نظرا للأهمية القصوى للقضية المطروحة من جهة وهي الإكراه الديني في ظل التحولات الدينية والسياسية الجارية، ومن جهة أخرى، فإن المحاضر الذي شغل منصب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ببلادنا فترة معتبرة من الزمن سيلقي على المحاضرة مزيدا من الأهمية والوزن. يذكر أن المحاضرة سيحضرها جمهور من المثقفين والمهتمين، وهي مفتوحة على العموم. منتديات الإصلاح في ندوة صحافية، أعلن وزير التربية الوطنية والشباب الحبيب المالكي عن >انطلاق منتديات الإصلاح، التي ستنظم على الصعيدين الجهوي والإقليمي، وعلى مستوى المؤسسات التعليمية ومكونات محيطها في إطار التواصل والإشراك والتعبئة الجماعية والذاتية<، حسب بلاغ الوزارة الوصية. وفي الحقيقة، هذه مبادرة جيدة وسنة حسنة ستكون لها نتائج جميلة إذا توافرت لها الشروط اللازمة والظروف المواتية، وإذا شارك فيها جميع المعنيين بها من آباء وأمهات وأولياء بالدرجة الأولى، ومدرسين وموجهين تربويين وموظفين ومسؤولين إداريين وخبراء ومهتمين، إذ أن العملية التربوية والتعليمية لا تهم التلاميذ وأسرهم فحسب، ولكنها تهم الوطن كله بجميع مكوناته وفعالياته. وعندما نشرك فيها كل من له صلة بالقضية ونستمع لجميع وجهات النظر، فإن كل ذي رأي واهتمام يشعر بأنه معني، وأن المسؤولين يقدرون رأيه ويتواضعون له عن مسؤولية وخلق، ومن ثم يتحول من خانة الاحتجاج والرفض الآلي إلى ثقافة المسؤولية والقيام بالواجب والعمل الجماعي المشترك، بل يتولى بنفسه الدفاع عن كل خطة عمل، والترويج لها وتوفير سبل نجاحها. وثمة شرط آخر ذو أهمية كبيرة ألا وهو الالتزام بمقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتجنب تهريبه وإفراغه من محتواه، فقد أنفقت فيه أوقات وطاقات وأموال طائلة لا ينبغي أن تذهب هباء منثورا. ولا شك أن الوزير المسؤول يستحضر التجربة الفرنسية في هذا المجال، التي انطلقت منذ شتنبر 2003 وانتهت أخيرا، وصدرت خلاصاتها في كتاب خاص، وأنشئت لها مواقع إلكترونية متعددة تمكن الجميع من الاطلاع والمشاركة. ومنتديات الإصلاح لا ينبغي أن تقتصر على التعليم فقط، ولا ينبغي أن تكون محطة للبهرجة وحب الظهور كما قال الوزير ذاته، بل ينبغي أن تتوسع لتشمل ميادين أخرى لا تقل أهمية عن التربية الوطنية والشباب والتعليم، مثل الإعلام والتعليم الجامعي والتراب الوطني والأمن ومكافحة الإرهاب والأسرة والطفولة والعمل السياسي الحزبي وغيرها من الميادين. وقد سبق أن بادر بعض الوزراء إلى اتخاذ مثل هذه المبادرة لكن دون أن تجد من يسير بها إلى نهايتها وغايتها. لن تنجح منتديات الإصلاح إلا إذا شارك فيها الجميع بغير إقصاء، ولن تكون لها ثمار طيبة إلا إذا هيمنت عليها فضيلة الاستماع الواسع والإشراك الجامع، فالوزير عندما يصبح وزيرا، فإنه يصبح وزيرا لكل المغاربة وليس وزيرا لهذا الحزب أو ذاك.