يعتزم الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية مراسلة المسؤولين الحكوميين والمؤسسات الرسمية والتشريعية بشأن اللغة العربية عبر رفع النداء التاريخي الذي وقع عليه أكثر من 400 شخصية من الرموز والمثقفين والسياسيين المغاربة. وقرر الائتلاف خلال لقائه الأخير بالرباط موافاة الديوان الملكي ورئيس الحكومة المغربية وعدد من المؤسسات المعنية بما أجمع عليه جزء مهم من النخبة المغربية الموقعة على النداء التاريخي، والتي تجدد فيه دعوة الهيئات التشريعية والتنفيذية إلى إصدار قانون حماية اللغة العربية، وتنمية استعمالها، وإخراج "أكاديمية محمد السادس للغة العربية" إلى الوجود، وتمكينها من الشروط المادية والمعنوية، ووضع آليات مؤسسية وقانونية لمراقبة التزامات الدولة بحماية اللغة العربية باعتبارها لغة رسمية؛ على الصعيدين المحلي والوطني. ووقع على النداء التاريخي وزراء سابقون من بينهم سعد الدين العثماني،وسالم حميش، وعبد الحق التازي، امحمد خليفة، عبد الكريم غلاب، عبد الله ساعف إلى جانب عدد من الشخصيات الفكرية والثقافية والاعلامية والفنية. وقال الخبير في الهندسة اللغوية محمد الحناش؛ إنه يتأكد يوما عن يوم الخطر الذي تعيشه اللغة العربية في المغرب، من قبل من يريد تدمير الهوية العربية والاسلامية للبلد، خدمة لأهداف أخرى، مشددا على أن اللغة العربية لغة الهوية بالمغرب ولا يمكن المساومة عليها بأي شكل من الأشكال. وانتقد الحناش خلال استضافته للحديث عن الموضوع بقناة "سكاي نيوز عربية"، ما سماه "الشتات اللغوي" الذي أوصى به المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في التعليم، متسائلا هل يعقل أن نعلم أبناءنا ونبني مستقبلنا بهذا الكم من الشتات واللغات، في الوقت الذي تفيد الاحصاءات الرسمية أنهم لم يتمكنوا بعد من لغتهم الأم؟ وأكد الحناش -الذي وقع على النداء التاريخي- أن اللغة العربية من أقدر اللغات في العالم على تلقين المعارف، وأن الرهان اليوم على تطويرها من أجل الدخول في مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة. وأرجع رئيس تحرير مجلة التواصل اللساني، هذه الخلاصات التي خرج بها المجلس والتي لاقت انتقادا واسعا من قبل عدد من المتتبعين؛ إلى تركيبة المجلس التي قال إنها ليست من المتخصصين ولا يتوفر أغلب أعضائه على الكفاءة للتنظير للمجتمع المغربي والافتاء في المجال التربوي، بل يحاولون فرض مجموعة من الأساسيات التي يؤمنون بها هم لأهداف أخرى.