لم يفوت الدكتور سعد الدين العثماني فرصة تواجده بمدينة وجدة لتذكير ساكنتها، التي حضرت بكثافة بالمهرجان الخطابي الذي نظمه حزب العدالة والتنمية يوم الأحد 24 ماي 2015، بالأحداث المؤسفة التي شابت عملية تشكيل مكتب الجماعة الحضرية لهذه المدينة بعد انتخابات 2009 والتي بوأت حزب المصباح المرتبة الأولى. و أشار رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية إلى أن جهات معلومة تدعي الآن التخليق والنزاهة كانت وراء فك تحالف الحزب الفائز بالقوة وشوهت سمعة البلاد وقتها، متسائلا: ماذا كان سيقع لو احترمت نتائج الانتخابات وترك الحزب الفائز يسير جماعة وجدة؟ مضيفا أن الحزب الذي منع من تسيير هذه الجماعة ومورست ضده ضغوطات رهيبة، هو نفس الحزب الذي يسير الآن الحكومة؟ فمن المستفيد من كل ما وقع سنة 2009؟ ومن جانبه، شن الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بالشرق الدكتور عبد الله هامل هجوما لاذعا على من كانوا يخوفون الناس من حزب العدالة والتنمية الفائز في انتخابات 2009 ومارسوا ضده كل أنواع الإرهاب، وقلبوا الطاولة على نتائج صناديق الاقتراع، لا يستحيون اليوم من التباكي على الديمقراطية و الركوب على خطاب الأخلاق والنزاهة ! و عن الوضع العام بالمغرب، أعرب العثماني عن تفاؤله بما تحقق في مجال العدالة الاجتماعية التي اختارها الحزب شعارا له، و ما تم تحقيقه في مجال تعزيز المكاسب الديمقراطية و إعادة الثقة للمواطن في العمل السياسي، رغم ضعف المعارضة الحالية و عدم قدرتها على نقاش الملفات المطروحة بعيدا عن الاتهامات المجانية و تشويه الأشخاص والخوض في الأعراض. واقترح الدكتور سعد الدين العثماني على الحكومة الحالية الأخذ برأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي لحسم النقاش الدائر اليوم في موضوع إصلاح أنظمة التقاعد. وخلال كلمته في المهرجان الخطابي الذي نظمه حزب العدالة والتنمية أمس الأحد بوجدة، أوضع رئيس المجلس الوطني لحزب المصباح وأمينه العام السابق أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي مؤسسة دستورية ويمثل مختلف الحساسيات والفئات في المجتمع، وبالتالي، فإن رأيه يمكن أن يُوفق بين مقترح الحكومة ومقترح النقابات. وفي نفس السياق، شدد المتحدث على ضرورة تشبث أعضاء حزبه بمنهج الصدق والاستقامة في الخطاب وفي الممارسة والتفاني في خدمة الوطن، بعيدا عن منطق المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة، وهو ما رفعه هذا المهرجان كشعار له:" العمل السياسي: مصداقية والتزام". وتميز هذا المهرجان كذلك بإلقاء كلمة الكتابة الإقليمية للحزب ، كما تمت قراءة الفاتحة على روح الطيار ياسين البحتي الذي استشهد في اليمن أثناء تأدية واجبه الوطني والعسكري، كما تم فتح النقاش أمام المواطنين لطرح بعض الهموم والمشاكل التي تعاني منها الجهة الشرقية عموما مثل ظاهرة التهريب وضعف الاستثمارات وبطالة الخريجين.