دعا إدريس يزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى تقوية النخب الحقوقية جهويا ومحليا من أجل النهوض بثقافة حقوق الإنسان في المجتمع، سيما مع سير المغرب إلى إقرار جهوية متقدمة بصلاحيات لا مركزية مهمة، مشيرا في ندوة نظمتها جامعة القاضي عياض يوم الجمعة 15 ماي 2015، ضمن برنامجها السنوي "منابر مراكش" أن الجامعة مؤهلة لهذا الدور بامتياز إلى جانب الجمعيات الحقوقية المتواجدة في الميدان وعدد من المؤسسات المنتخبة. وأبرز اليزمي أن النضال في الميدان ورصد الانتهاكات ضروري في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، لكن فتح النقاش مع رجال المعرفة بالجامعة يبرز بعدا آخرا لهذا النضال ويتيح معرفة آراء علمية معمقة. وأكد في هذا الصدد أن الانفتاح على الجامعة معبر أساسي أجل نشر ثقافة حقوق الإنسان، واصفا الدستور الجديد للمملكة المغربية بالوثيقة الحقوقية، على اعتبار أن الثلث من بنوده هي مواد حقوقية، كما أنه دستور متعدد كرس لمقاربة الديمقراطية التشاركية. وأكد اليزمي في مداخلة تحت عنوان "الحقوق الإنسان ورهانات العولمة" الذي أطره رئيس الجامعة عبد اللطيف ميراوي وحضره والي مراكش عبد السلام بيكرات ومنتخبون وفعاليات فكرية وحقوقية أن حركة الهجرة لم تعد جنوب في اتجاه الشمال وإنما أضحت أيضا جنوب جنوب مؤكدا أننا في صلب العولمة وان التحدي الذي نواجهه هو كيف نحافظ على المرجعية الوطنية في الوقت الذي نكون فيه عالميين على حد تعبيره. وأشاد يزمي بانفتاح المغرب على كل الجنسيات منوها بالخبرة المغربية في المهجر، موضحا أن أزيد من 15 ألف مواطن مغربي يهاجرون سنويا بشكل قانوني، منهم 5 آلاف يسافرون إلى الولاياتالمتحدة في إطار القرعة، لكنه في المقابل لاحظ أن عودة عدد من الأدمغة المهاجرة ساهم في الرفع من الأداء في عدد من المؤسسات العمومية، ومنها الجامعات المغربية، وبالتالي وجب الاهتمام بهذه الفئة وفتح جسور التواصل والتعامل معها في أي موقع وجدت فيه.