اندلع صباح يوم الثلاثاء الماضي في حي الصفاء 2 بقرية أولاد موسى بمقاطعة احصين بعمالة سلاالجديدة حريق إثر سقوط سلك كهربائي عار يمد مصابيح إضاءة الشوارع بالطاقة على سلك آخر مغطى بالبلاستيك، وقد أصيب في الحادثة شاب (35 سنة) كان يحاول من نافذة بيته إطفاء ألسنة النار فإذا بها تصيب وجهه ويديه بحروق غير سطحية، وأظهرت الفحوصات الطبية التي أجريت له في ليلة ذلك اليوم أن حروق وجهه من الدرجة الثانية وأما يداه فالوضع أفدح. ومباشرة بعد سماع صوت تماس الأسلاك الكهربائية الذي شبهه بعض سكان الحي الذين التقتهم التجديد بصوت المتفرقات تنفجر بشدة، خرج هؤلاء بمختلف فئاتهم العمرية (شبانا وأطفالا ونساء ورجالا) مذعورين لمعرفة ما يجري، وشرع بعضهم في محاولة إطفاء الحريق بشتى الوسائل كالأغطية والرمال، والبعض الآخر حاول استعمال الماء جاهلا خطورته في تأجيج وطيس النار، إلا أن السكان منعوه من ذلك. وقد تحول تجمع الناس إلى مظاهرة تراوح عدد أفرادها بين 100 و150 فردا ساروا باتجاه ملحقة شركة ريضال التي فوتت لها سلطات العاصمة الرباطوسلا شؤون تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير في البيوت والشوارع، ورفعت في التظاهرة شعارات منددة بسياسة الشركة في تسيير قطاع الكهرباء في حي الصفاء على وجه الخصوص، على اعتبار أنه من أقدم أحياء مقاطعة احصين . ولما اقترب جمع الناس إلى الملحقة سد موظفو الشركة عليهم الباب ووصلت قوات الأمن إلى عين المكان لتطويق المكان والحيلولة دون انفلات الوضع الأمني، وبعد هدوء الأجواء عاين مسؤولو الأمن مكان الحريق وسجلوا محضرا للحادث بطلب من أب الشاب المحروق، وطلبوا من جمعية الصفاء 2 للعمل التطوعي بوصفها متحدث باسم السكان الإدلاء بمراسلاتها السابقة لشركة ريضال (في شهر أبريل ,2002 وشهر نونبر ,2001 و30 أبريل ,2001 ونونبر 2000)، والتي لطالما نادت فيها بتغيير الأسلاك الكهربائية الكائنة حاليا في أزقة حي الصفاء، لكونها من جهة غير مغطاة بغلاف يحميها، ولكونها متقادمة وآيلة للسقوط في أية لحظة بمجرد أن يمسها أي عارض، واستبدالها بأخرى مغلفة بالبلاستيك، تفاديا لأية مخاطر من شأنها تعريض ساكنة الحي للخطر، كما أودى سقوط سلك في السنوات الماضية بحياة بهيمة. ويأتي الحادثة المفجع، الذي أتلف الأجهزة الكهربائية لأكثر من 20 منزلا مجاورا للمنزل الذي أصيب جداره الخارجي بشقوق جراء الحريق، في ظل ما عبرت وتعبر عنه ساكنة حي الصفاء من تذمر من كثرة الانقطاعات المتتالية والمفاجئة للتيار الكهربائي، كان آخرها صبيحة يوم قبل الحريق واستمر غياب التيار لساعات طوال. وإزاء الانتقادات واللوم الموجهين لشركة ريضال، أوضحت الشركة التي حضر مسؤولون عنها لمعاينة مكان الحادثة أنه >تمت عرقلة عملهم في استبدال الأسلاك الحالية المهترئة بأخرى جيدة، ذلك أن أحدهم سب وضرب عمالها بالحجارة ومنعهم من إتمام عملهم<، وهو ما أكده الكاتب العام لجمعية الصفاء 2 للعمل التطوعي، بيد أنه استغرب كيف تعاقب عشرات العائلات بجريرة شخص واحد، ولا تنفذ ريضال عملها وتدرج الحي في برامجها لإعادة هيكلة شبكة الكهرباء المنزلية والعمومية. ومن جهة أخرى، قال رئيس مجلس مقاطعة احصين ونائبه إن المجلس >لا يتحمل أية مسؤولية في ما وقع لأنه سبق أن ألح في اجتماعات مع مسؤولي ريضال على ضرورة استبدال الأسلاك الموجودة حاليا بأخرى تحمي المواطن من المخاطر<، وأضاف الرئيس أنه أكد على ضرورة إعطاء الأسبقية لقطاع 1 و2 و3 في قرية أولاد موسى لأنها من أقدم أحيائها بناءا وأسوئها تجهيزات في ما يخص الكهرباء. والظاهر أن الملف مرشح للمزيد من التطورات، خصوصا وأن إقدام سكان حي الصفاء 2 على تنظيم تظاهرة عفوية يؤشر على تذمرهم وعدم رضاهم على خدمات شركة ريضال. محمد بنكاسم