انطلقت الانتخابات التي تعرفها هيئة المحامين بالرباط، منذ الأربعاء الماضي، لاختيار نقيب الهيئة ومجلسها البالغ عدده 20 عضوا. وقد عرفت بناية نادي المحامين ليلة أول أمس حضورا مكثفا للمحامين للاطلاع على نتائج الاقتراع، التي لم تفرز في جولتها الأولى فائزا بمنصب النقيب، بسبب عدم حصول أي من المرشحين على الأغلبية المطلقة، مما يتطلب معه الأمر إجراء جولة ثانية يوم أمس الخميس، ستسفر في نهايتها عن اختيار النقيب بالأغلبية النسبية. وفي تصريح لعبد الرحيم بن بركة، النقيب الحالي لهيئة المحامين بالرباط، أكد بأن الانتخابات الأولية ليوم الأربعاء الماضي عرفت مشاركة غير مسبوقة، حيث بلغ عدد المسجلين فيه 976 محاميا، والذين عبروا عن أصواتهم 661، لم يحصل فيها أي أحد من المتبارين على أغلبية 331، وأضاف النقيب الحالي أن هذه الاستحقاقات تجري "بانتظام ووفق المقتضيات القانونية في شفافية تامة، والكل كان مرتاحا لهذا التسيير". وحول سؤال عن عدم ترشيح نفسه مرة ثانية لمنصب النقيب، أجاب عبد الرحيم بن بركة أن أعراف هيئة الرباط تقضي بألا يرشح نفسه إلا بعد مرور ثلاث سنوات بعد ولايته الأولى. وعن الأنجازات التي أضافها النقيب الحالي لهيئة المحامين بالرباط، قال إن الفترة السابقة عرفت أنشطة متنوعة وشكلت نقلة نوعية من حيث التنظيم والمنجزات. وفي تصريح مماثل للمحامي توفيق مساعف، أحد المشاركين في هذه الانتخابات، قال إن انتخابات الدورة الأولى جرت في ظروف جد مناسبة، فاللجنة التي كلفت بإدارتها وفقت في إنجاحها وكان التطبيق للقانون صارما، وعرفت أيضا إقبالا كبيرا أكثر من سابقاتها، حيث كانت نسبة المشاركة حوالي 80% ، وهذا شئ مشرف، حيث أثبت المحامون أنهم مهتمون بشؤونهم المهنية، ويودون ترشيح الشخص المناسب الذي بإمكانه فتح آفاق جديدة بالنسبة لهذه المهنة من أجل تجاوز المشاكل التي تعيشها. وحول طبيعة هذه المشاكل التي تعرفها مهنة المحاماة صرح توفيق مساعف بأن منها ما هو تشريعي ومنها ماهو واقعي، فالمحامون لحد هذه الساعة لا يحتكرون هذه المهنة تماما، فهناك أشخاص آخرون سمح لهم القانون القيام بمهمة المحاماة، بالإضافة إلى انعدام الحصانة التي تحميها، دون الحديث عن الحواجز التي تعترض المحامين أمام المحاكم والإدارات العمومية، والتي تحول دون إنجاز أعمالهم بالسرعة المطلوبة.. وللإشارة فإن الانتخابات الحالية لهيئة المحامين بالرباط تعرف في دورتها الثانية تنافسا بين ثلاثة أسماء معروفة هي التهامي القائدي ومحمد زيان، ومحمد أقديم الذي احتل الرتبة الأولى في الدورة الأولى، ومن المنتظر أن يعرف الفائز مساء الأمس الخميس، على أن تنطلق اليوم وغدا السبت انتخابات مجلس الهيئة. وكأي انتخابات أخرى تجري ببلادنا، فإن هيئة الرباط تعرف بدورها تكتلات بين أعضائها لدعم مرشح معين أو إبعاد آخر، ويلاحظ أن بعض هذه التكتلات قد تطبعها خلفيات سياسية أوإثنية، كما أن التيار اليساري مازال مؤثرا داخل هيئات المحامين بصفة عامة. ويلاحظ أيضا أن التيار الإسلامي بأطيافه المختلفة موجود داخل هيئة الرباط، لكن وجوده مازال ضعيفا، مقارنة مع عدد المحامين المسجلين بالهيئة والذين يتجاوز عددم الألف. عمر العمري