فرض وجود الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية من قصف وهدم للبيوت واعتقالات نوعا خاصا من الألعاب على الأطفال الفلسطينيين، وجعلتهم يميلون إلى محاكاة القوي علهم يتغلبوا عليه. فقد اتجه الأطفال إلى شراء الألعاب ذات الطابع العنيف كتلك التي على شكل أسلحة أو دبابات أو طائرات بهدف محاكاة ما يشاهدونه كل يوم من جيش الاحتلال. ويقول أحمد الخطيب، مدير أحد محلات بيع الألعاب في الخليل أن معظم لأطفال يشترون المسدسات والأسلحة البلاستيكية، ونادرا ما يتجهون للدمى والبالونات والألعاب التعليمية. ويضيف: أعتقد أن ذلك يعود للبيئة التي يعيشونها، ففي كل ساعة يرون الجنود المدججين بالأسلحة، وفي كل ساعة يرون الدبابات، وبالتالي هم يريدون تقليدهم كنوع من تفريغ الكبت الداخلي. أما الطفل وسام ذو الثمانية أعوام فيقول: اشتريت m16حتى أقتل الجنود. ويتابع: عندما أشتري هذه اللعبة أشعر أنني قوي. البيئة من جهتها تؤكد الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين أن الظروف السياسية الراهنة ألقت بظلالها على الأطفال الأبرياء. ويقول رياض عرار، المنسق الاجتماعي بالحركة أن للبيئة تأثير كبير في ميول واتجاهات الأطفال. وأضاف: الطفل عادة يقلد ما يشاهده، فالطفل الذي يرى المتنزهات والورود يحاول أن يحاكيها ويعمل مثلها، والطفل الذي لا يرى سوى إطلاق النار والدبابات والجيوش المدججة بالأسلحة يحاول أيضا أن يحاكيها، وهذا ما دفع أطفال فلسطيني إلى شراء الألعاب النارية والأسلحة البلاستيكية. ونوه إلى أن بعض هذه الألعاب خطيرة وممنوعة في دول العالم كالطلقات البلاستيكية والفتاشات، لكن غياب القانون الفلسطيني ساهم في إدخالها. ويتابع: قد يكون لذلك أثر في ميول الأطفال نحو العدوانية، وهذا لا يمكن التحكم فيه، كما انتقل ذلك إلى الإناث اللاتي أصبحن أيضا يتجهن لشراء الأدوات العسكرية البلاستكية. ويضيف عرار: مثلا في ظروف الاستقرار والأمن تساهم الأسرة والمدرسة والمتنزهات والمسارح في تنشئة الطفل، لكن إذا كانت المدرسة مغلقة، وإذا كانت المسارح غير موجودة وشاشات التلفاز مليئة بالمآسي والشوارع مليئة بالجنود فليس أمام الطفل إلا التأثر بهذا الواقع. ونوه عرار إلى أن اتفاقيات حقوق الإنسان تؤكد على أنه من حق أي إنسان أن يتحرك في بلاده دون عوائق، في حين يضع الاحتلال كل العوائق أمام تحرك الفلسطينيين وأطفالهم من بيتهم. وناشد مؤسسات حقوق الإنسان، والمؤسسات والجمعيات التي تعنى بحقوق الأطفال شرعة التدخل للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه ضد الأطفال ومنحهم الفرصة للعيش بسلام وأمن بعيدا عن المشاهد المأساوية. محاكاة القوي ويؤكد سميح أبو زاكية، مسؤول نادي فنون الطفل في الخليل أن للظروف والوضاع الراهنة تأثير مباشر على الأطفال. ويضيف: قمنا ببعض البرامج خلال العيد كتنظيم المسرحيات، لكن لوحظ خلال هذا العيد أنم الإقبال على الألعاب ذات الطابع العنفي تفوق الإقبال على الألعاب التعليمية أو البرامج التعليمية في المؤسسات الخاصة. ويقول: يبدو واضحا أن الأطفال يحاولون من خلال شراء الألعاب النارية وغيرها محاكاة القوي، وهو جيش الاحتلال، وهم بذلك يريدون تفريغ الضغط النفسي الذي يعانون منه. وشدد على أن هذا التوجه لدى الأطفال سببه المشاهد اليومية التي يرونها. وناشد أبو زاكية كافة الجهات ذات العلاقة بسرعة التدخل ووضع حد للانتهاكات الصارخة لحقوق الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة. فلسطين - عوض الرجوب