نعى العلامة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين ، مؤكدًا أنه الأب الروحي للمقاومة العراقية. وقال الشيخ القرضاوي في بيان نشر على موقعه الرسمي: "إنني أنعي للأمة الإسلامية والأمة العربية وأهل العراق وخصوصا أهل السنة منهم، أخانا العزيز علينا والحبيب إلينا.. الدكتور حارث سليمان الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين العراقية، وهي الهيئة الأساسية لعلماء السنة في العراق، وعضو مجلس الأمناء السابق للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين". واستعرض الشيخ القرضاوي مناقب الشيخ الضاري قائلاً: " الدكتور الضاري ينتمي لواحدة من كبرى عشائر العراق، وهي عشائر زوبع، التي تنتمي إلى قبائل شمر الطائية العربية العريقة، وقد لعبت دورا بارزا في مقاومة الإحتلال البريطاني للعراق في العشرينيات من القرن الماضي، وجده الشيخ ضاري شيخ عشائر زوبع، وهو من قام بقتل الجنرال الإنجليزيالقائد المكلف بالسيطرة على المنطقة الغربية إبان الثورة العراقية، ووالده كان ممن وقف وصمد وجاهد ضد الاستعمار البريطاني من قديم". وأكّد الشيخ القرضاوي أن الشيخ الضاري عانى كثيرًا من أجل مواقفه؛ فقد صدرت في حقه مذكرة توقيف من الحكومة العراقية عام 2006؛ اضطر بعدها إلى أن يخرج إلى الأردن، وقد قتل أخيه ضامر وقبله ابن أخيه غيله، فقابل كل المحن بصبر وعزيمة، وثقة بالله، وإصرار على المضي قدما في طريق الجهاد، وظل على إصراره أن المقاومة في العراق حق مشروع، وأن كل من يعين الإحتلال يعد من المحتلين. وأشار الشيخ القرضاوي إلى جانب من السيرة الذاتية للشيخ الضاري رحمه الله، وخاصة في مجالاته واختصاصته العلمية .. مبينًا أنه تخرج في جامعة الأزهر وحصل منها على شهادة العالمية في كلية أصول الدين عام 1963، ثم تابع تعليمه العالي وحصل على شهادة الماجستير في التفسير (1969) وبعدها سجل في شعبة الحديث، فأخذ منها أيضا شهادة الماجستير، ثم حصل على الدكتوراه في الحديث عام 1978 ليعود إلى العراق، حيث عمل مفتشا في وزارة الأوقاف، ثم بعد ذلك نقل إلى جامعة بغداد بوظيفة معيد، فمدرس فأستاذ مساعد فأستاذ، وعمل أكثر من 32 عام بالتدريس الجامعي في عدة جامعات عربية، قبل أن يتقاعد ليتفرغ لإدارة هيئة علماء المسلمين في العراق. وفيما وصف الشيخ يوسف القرضاوي؛ الشيخ الضاري بأنه الأب الروحي لمقاومة الإحتلال الأمريكي للعراق، أكّد أنه الشأن العراقي لم يشغل الشيخ حارث الضاري عن الإهتمام بمشكلات المسلمين الأخرى، وقد كانت له إسهاماته في القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الأمة. كما حمل البيان في ختامه دعوات بالرحمة لفقيد الأمة وفقيد العراق الشيخ حارث الضاري، وأنتهى بقوله تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا".