أعلنت الشرطة الدانماركية اعتقال مبعوث الرئاسة ونائب رئيس الوزراء الشيشاني أحمد زكاييف في كوبنهاغن ليلة الثلاثاء الماضي بناء على طلب من السلطات الروسية التي تتهمه بالضلوع فيما أسمته نشاطات إرهابية منذ عام 1996، والمشاركة في تدبير عملية احتجاز الرهائن في مسرح بموسكو. وقالت القناة الثانية في التلفزيون الدانماركي إن موسكو طلبت اعتقاله منذ يوم الجمعة الماضي, قبل افتتاح المؤتمر العالمي الشيشاني الذي اختتم أعماله الإثنين في كوبنهاغن وشارك فيه زكاييف مبعوثا عن الرئيس أصلان مسخادوف. وأوضحت أن الشرطة الدانماركية تسلمت معلومات إضافية كانت طلبتها من موسكو تبرر اعتقاله, مشيرا إلى أن السلطات الدانماركية اعتبرت تلك المعلومات كافية لاعتقاله. ومن المقرر أن يكون زكاييف قد مثل أمس الاربعاء أمام النيابة للبت بشأن اعتقاله أو الإفراج عنه. وقد طلبت روسيا تسلمه, إلا أن هذا الأمر مرهون بقرار القضاء الدانماركي في حال قرر الإبقاء على اعتقاله. وقالت مصادر إعلامية دنماركية إن عملية التسليم تبدو صعبة جدا وفق القانون الدنماركي الذي يضع شروطا مسبقة قبل القيام بذلك. وكانت موسكو طالبت الحكومة الدانماركية بمنع انعقاد المؤتمر الشيشاني العالمي, باعتبار أن بعض المشاركين فيه من "الإرهابيين". وأمام رفض كوبنهاغن, ألغى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة رسمية كانت مقررة يوم 12 نونبرإلى للدانمارك. وقد وجه المؤتمر الدولي الشيشاني في ختام أعماله دعوة إلى الرئيس الروسي للبدء في مفاوضات مع الشيشان لإيجاد حل سلمي للقضية الشيشانية. وأدان المؤتمر الذي يمثل الشعب الشيشاني في جميع أماكن وجوده عملية احتجاز الرهائن في موسكو ووصفها ب العمل الإرهابي, كما وصف تصرفات القوات الروسية في الشيشان ب الإرهابية أيضا. وقد حذر رئيس الاتحاد الدولي لشيشان المهجر محمد عادل الشيشاني في مقابلة مع الجزيرة من مغبة عدم استجابة روسيا لنداء المؤتمر الشيشاني, وأن تجاهله سيجلب مزيدا من الدمار وإزهاق الأرواح في كل من جمهورية الشيشان وروسيا على حد سواء، محذرا أيضا من تكرار عملية مسرح موسكو. وكان مبعوث بارز للزعيم الشيشاني أصلان مسخادوف قد أدان العملية التي قام بها مسلحون شيشانيون باحتجاز مئات الرهائن داخل مسرح بموسكو منذ الأربعاء ماقبل الماضي, وأنهتها قوات الأمن الروسية باقتحام المسرح مما أسفر عن مقتل 115 رهينة على الأقل ونحو 36 من المسلحين. وقال أحمد زكاييف إن الرئاسة الشيشانية أكدت منذ البداية أن "هذه ليست طريقتنا، ولا يمكن أن ننزل إلى مستوى خصومنا ونستهدف أبرياء"، في إشارة إلى انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها القوات الروسية في الشيشان. وقدم زكاييف تعازيه لعائلات الذين قتلوا في هذه العملية التي وصفها بالمأساوية. وفي الوقت الذي بدأ فيه دفن الضحايا شرعت جهات عديدة وعلى رأسها الولاياتالمتحدة في فتح تحقيق بشأن المأساة التي أدت إلى مقتل 115 رهينة على الأقل، ودعت واشنطن السلطات الروسية للكشف عن نوعية الغاز الذي استخدمته القوات الخاصة قبيل اقتحام المبنى لتخليص الرهائن. من جهة ثانية طلب حزب سياسي رئيسي التحقيق في الكيفية التي تمكن عبرها الشيشانيون المدججون بمختلف أنواع الأسلحة المرور بسهولة وسط العاصمة واحتجاز رهائن في المسرح الذي يقع على مسافة أميال قليلة من الكرملين دون أن يثيروا انتباه الأجهزة الأمنية. وطالب حزب الاتحاد الليبرالي للقوى اليمينية أيضا بفتح تحقيق برلماني بشأن القرار الذي اتخذ باقتحام المبنى "ومن الذي اتخذ هذا القرار وماذا حدث بعد ذلك، لاسيما ما جرى للضحايا وما يجري للناجين منهم داخل المستشفيات