عانت الأراضي الفلسطينية خلال الصيف من نقص حاد في المياه، وزادت الظروف السائدة والحصار المشكلة تعقيدا لعدم قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى مصادر المياه وتوفيرها. ويعتمد الفلسطينيون، خاصة في القرى، على آبار تجميع المياه خلال فصل الشتاء، وهذه الآبار سرعان ما تنفذ مع دخول الصيف، حيث يتجه الفلسطينيون إلى شراء صهاريج المياه مرتفعة الثمن (المتر الواحد يكلف حوالي 4دولارات) لتوفير احتياجاتهم. ونظرا للحصار المطبق على المدن والقرى الفلسطينية يضطر المواطنون للانتظار طويلا للحصول على شربة الماء التي قد يتمكن سائقو الصهاريج من توفيرها عبر طرق ترابية وعرة. وللمساعدة في التغلب على هذه المشكلة بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤخرا في تنفيذ برنامج لتوزيع المياه على القرى الفلسطينية التي لا تتوفر فيها المياه. وقالت ندى دوماني، مسؤولة الإعلام في اللجنة ل(التجديد) أن البرنامج بدأ بأربعة عشر قرية تقع جنوب وغرب الخليل جنوب الضفة الغربية، أكثر المدن الفلسطينية معاناة، وسيشمل معظم القرى الفلسطينية. وأضافت أن أكثر من 250 قرية فلسطينية لا مرتبطة بشبكة المياه، وتعتمد على مخزون الأمطار المجمعة خلال فصل الشتاء، موضحة أن هذا المخزون يتضاءل بسرعة مما يرغم سكان القرى النائية على التعويل على صهاريج تنقل المياه في فصل الصيف. وتابعت: في ظل الأوضاع الراهنة ومع سياسة الإغلاق وحظر التجول، غدا هذا الأسلوب (الصهاريج) مكلفا جدا وغير أكيد، وبالتالي بدأ سكان القرى يشكون من شح المياه، سيما مع تضاؤل قدرتهم المادية على ابتياعها. وقالت: جاء تدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتخفيف من معاناة المدنين، إضافة إلى المساعدات الغذائية وغير الغذائية التي تمنحها اللجنة لسكان القرى والمدن في الضفة الغربية. وأوضحت دوماني أن اللجنة أجرت ترتيبات مع الشركات التي تزود القرى بالمياه وأبرمت عقودا مع المجالس المحلية القروية لتغطية تكاليف المياه وتوزيعها. وقالت أنه بموجب ذلك يستلم كل منزل ما يقارب خمسة أمتار مكعبة شهريا، وهو معدل يغطي مبدئيا الحد الأدنى من الاحتياحات حسب المعايير الدولية. وأكدت دوماني أنه تم حتى الآن توزيع قرابة 8 آلاف متر مكعب في أربعة عشر قرية في محافظة الخليل هي: الديرات والرفاعية وخلة الميه وأم رصافة وخربة أبو سفيان وجميعها في بلدة يطا. وقرى خربة وديع، والقصور وخلة العقد وخربة أبو سفيان، ومراح البقار، وافقيقيس، ووادي عبد، وهخربة سلامة، وخرسا وجميعها في بلدة دورا. وأضافت دوماني أن البرنامج سيشمل قريبا مناطق أخرى في الضفة الغربية، وسيستمر حتى شهر تشرين ثاني مع بداية موسم الأمطار. يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تسيطر على مصادر المياه في الضفة الغربية، وتحرم الفلسطينيين من حقهم فيها، في الوقت الذي تزود فيه المستوطنات بكميات كبيرة من المياه تفوق حاجتها. فلسطين-عوض الرجوب 21-9-2002م