تتجه البنوك الروسية إلى التمويل الإسلامي، مع توقعات دخول الاقتصاد الروسي في حالة ركود، بسبب العقوبات الدولية، والهبوط الحاد في أسعار النفط. وقالت وكالة "ريا نوفوستي" الإخبارية الحكومية الروسية، إن بنك التنمية الروسي الحكومي يسعى للحصول على نصائح بشأن التمويل الإسلامي من مقرضين في منطقة الشرق الأوسط، للقيام بأول عملية بيع ديون إسلامية. وأعلن مجلس الأعمال الروسي في دبي أن شركات وبنوكا تسعى للتمويل المتفق مع معايير الشريعة الإسلامية، بعد أن تراجعت العملة المحلية الروسية "الروبل" لأدنى مستوى على الإطلاق منذ نحو أسبوعين، بحسب ما نقلته وكالات الأنباء الاسبوع المنصرم . وكانت محافظة البنك المركزي الروسي "ألفيرا نابيولينا" أعلنت يوم الجمعة الماضية أن البنك يدرس التوجه للتمويل الإسلامي بعد تلقي طلبات بذلك من بعض المقرضين. وقالت تقارير روسية إن أحد المصارف الحكومية الروسية يعتزم خلال الفترة المقبلة إرسال فريق إلى دول الخليج من أجل دراسة "مبادئ التمويل الإسلامي"، في إشارة جديدة إلى اهتمام موسكو بهذا التمويل كمصدر لتنويع الموارد بظل العقوبات الدولية المفروضة عليها، إلى جانب فرص تلك الصناعة بين مسلمي البلاد، وخاصة الصكوك التي يتوقع الخبراء أن تصل سوقها إلى 165 مليار دولار في العام القادم. وفقد "الروبل" الروسي أكثر من 45 بالمائة من قيمته أمام الدولار الأمريكي منذ بداية العام، مع هبوط خام برنت النفطي بنحو 50 بالمائة ، حيث تمثل صادرات النفط والغاز المورد الرئيسي للدخل الأجنبي في روسيا. وقالت وزارة الاقتصاد الروسية أول أمس الاثنين، حسب الرويترز، إن الناتج المحلي الإجمالي لروسيا انكمش في نونبر في حين استمر تراجع العملة الروبل مع تضافر العقوبات الغربية وانخفاض أسعار النفط ليسجل الاقتصاد أول انكماش له منذ الأزمة المالية العالمية. وقالت الوزارة إن الناتج المحلي الإجمالي انكمش 0.5 بالمائة في الشهر الماضي، وهي أول مرة منذ أكتوبرعام 2009. ويتوقع بعض المحللين أن يتفاقم الانكماش لأن صادرات النفط تمثل العمود الفقري للاقتصاد. وأدت العقوبات إلى الحد كثيرا من قدرة الشركات الروسية على الاقتراض من الخارج وهو ما تسبب في نشوب أسوأ أزمة عملة منذ عجز روسيا عن سداد ديونها في عام 1998.