ستجري جمعية الصحراء المغربية ابتداء من اليوم الاثنين 5 غشت 2002 اتصالات مع الجهات الرسمية المغربية التي تعنى بشؤون الأسرى المغاربة المحتجزين بالسجون الجزائرية، قصد تمكين أسرهم من رؤيتهم ماداموا لم يفرج عنهم لحد الآن، ومادام النظام الجزائري مستمرا في التلذذ بمعاناة هؤلاء الأسرى ضدا على النداءات المغربية المتكررة بالإفراج عنهم وضد نداءات المنتظم الدولي. وكانت جمعية الصحراء المغربية قد راسلت الصليب الأحمر الدولي في موضوع الأسرى المغاربة بالسجون الجزائرية يوم 6 ماي الماضي، حيث طلبت من هذه الهيئة التدخل السريع للعمل على تمكين عائلات وأسر هؤلاء الأسرى من رؤية أزواجهم وأبنائهم الذين ما زالوا قيد الأسر الجزائري بمخيمات تندوف. ومن جهته رد الصليب الأحمر الدولي على طلب الجمعية السابق بالقبول وعلى أنه مستعد لمباشرة هذا العمل فورا وتمكين هذه العائلات من رؤية وزيارة أسراهم ابتداء من شتنبر المقبل إذا ما وافقت السلطات المغربية على ذلك. وقال السيد رضا طاوجني رئيس جمعية الصحراء المغربية في اتصال هاتفي به أن اتصال الجمعية اليوم بالهيآت الرسمية والجهات المعنية بملف الأسرى يأتي من أجل إبلاغ هذه الجهات قبول الصليب الأحمر الدولي بطلب الجمعية، وحث هذه الجهات للتحرك فورا من أجل تحقيق هذا المطلب الذي لا محالة سيكون له تأثير جيد على معنويات الأسرى المغاربة كما على ذويهم وعائلاتهم. وقال السيد رضا إنه منذ كتابة هذا الطلب للصليب الأحمر الدولي يوم 6 ماي الماضي، تلت ذلك عدة لقاءات مع هذه الهيئة في نفس الموضوع كما تمت مراسلة الأممالمتحدة وعدد من المنظمات الحقوقية كجمعية "أمنستي انترناسيونال"، وكان الهدف من كل هذه الاتصالات مناشدة هذه الجمعيات والمنظمات بتكثيف الجهود حتى يتحقق هذا العمل الإنساني ويتمكن الأسرى المغاربة من رؤية عائلاتهم وذويهم ولو تحت قهر الأسر والتعذيب الجزائريين. وأكد السيد رضا طاوجني أن عدد الأسرى المغاربة في السجون الجزائرية بمخيمات تندوف ليس كما تفيد بذلك الإحصائيات الرسمية أي 1621 أسير، بل إن واقع الحال وحسب شهادات أسرى مفرج عنهم ومصادر مطلعة قد أكدت أن 147 أسيرا مغربيا لا يعلن عنهم هم أيضا تحت قيد الأسر الجزائري وبذلك يرتفع عدد الأسرى من 1621 كما يراد له أن يشاع إلى 2002 أسيرا مغربيا. وتعتبر هذه المبادرة التي قامت بها جمعية الصحراء المغربية مبادرة طيبة تبقى قابلة للتطور أكثر بالعمل الجماعي مع باقي الجمعيات الأخرى ذات الاهتمام المشترك والسلطات المغربية والمنظمات الدولية، وبذلك أصبح لزاما على السلطات المغربية في ظل هذه المبادرة أن تعجل بتيسير كل الإجراءات لتمكين العائلات المغربية من رؤية وزيارة أسراهم. جدير بالذكر أن جمعية الصحراء المغربية وفي بلاغ لها توصلت التجديد بنسخة منه أضافت إلى قائمة اهتمامها بالأسرى المغاربة، أسرى الكويت بالعراق وأسرى فلسطين بالكيان الصهيوني. وخلف ذلك ردود فعل قوية، فقد احتجت السفارة العراقية على ذلك بقوة وشكت جمعية الصحراء المغربية للخارجية المغربية. وفي اتصال بالسيد رضا الطاوجني أكد صحة الخبر وقال إننا ما كدنا نباشر هذا العمل الذي هو عمل إنساني خالص حتى ثارت حفيظة السفارة العراقية وكشفت عن غضبها واستيائها الشديدين من الأمر، فبدل أن تتحلى هذه السفارة بقواعد الدبلوماسية المتعارف عليها وتتصل بنا بطريقة محترمة ولبقة، كان اتصالها بنا عنيفا وشكتنا إلى وزارة الخارجية المغربية، وكان جوابنا للسفارة العراقية وللخارجية المغربية أننا جمعية مدنية وأن عملنا عمل مدني وأنه لا يمكن لهذه السفارة أن تضغط علينا أوترهبنا في عملنا. وإننا من الناحية الثانية وبصفتنا المدنية تعاملنا مع قضية الأسرى الكويتيين بالعراق بطريقة إنسانية محضة بعيدة كل البعد عن السياسة. ونظرا يقول السيد رضا لأننا دخلنا في مناقشة هذا الملف عبرنا عن موقفنا من النظام العراقي وقلنا إن النظام العراقي لن يرحم الأسرى الكويتيين المحتجزين عنده بدليل أنه لم يرحم أصلا المواطنين الأكراد. عبد الرحمان الخالدي