في إطار فعاليات "مهرجان الرباط" حاضر الأستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد بمؤسسة الشرق والغرب بحي المسيرة، جماعة يعقوب المنصور بالرباط، وذلك يوم الخميس 52/70/2002 مساء. وقد رحبت مديرة المؤسسة، بالحضور الغفير الذي جاء من أجل متابعة هذه المحاضرة، كما شكرت إدارة مهرجان الرباط وكذا جماعة يعقوب المنصور على تعاونها في تنظيم هذه المحاضرة كما رحبت بالأستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد وشكرته على تلبيته الدعوة. بعد ذلك تناول الكلمة مسير المحاضرة الدكتور عبد العالي حامي الدين، الذي أشار إلى الإطار العام للمحاضرة حيث اعتبر أن أحداث 11 شتنبر 2001، كانت لها انعكاسات خطيرة على الأمة الرسلامية وعلى كل من عارض التوجه الأمريكي، الذي قسم العالم إلى محورين، محور الخير بزعامة أمريكا وحلفائها، ومحور الشر ويضم العالم الإسلامي، وكل معارضي الهيمنة الأمريكية، وبعد ذلك سلم الكلمة إلى الأستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد حيث تناول محاور المحاضرة التي كانت تحت عنوان "التداعيات الثقافية لاحداث 11 شتنبر 2002 "حيث تعرض بالتحليل إلى ثلاثة محاور من محاضرته من أصل ثمانية محاور أشار إليها في البداية، ذلك راجع إلى أن الوقت لم يسعفه في تناول المحاور بكاملها. المحور الأول في مفهوم الثقافة: إن مفهوم الثقافة حسب المقولة الغربية هي نمط السلوك، لكن الثقافة عند الأمريكيين أصبحت ذات بعد .. وقد أورد ... نموذج كل هنتنغتون في كتابه صدام الحضارات ونموذج إدوارد تيلر< الذي يعتبر الثقافة بمثابة نظام للقيم فحسب رأيه الثقافة هي مجموعة من العادات والقوانين والرسوم والأعراف. المحور الثاني: في استمرار ثقافة الحلول: إن الحلول هنا بالمعنى المعروف في نظريات اللاهوت أي حلول الإله في ذات الإنسان، إذ انطلاقا من هذه الثقافة يتم تسويغ الهيمنة الأمريكية من العالم. ونهج أسلوب الإبادة الجماعية لشعوب العالم، كما وقع في كل اليابان والفيتنام وأفغانستان وكما يقع اليوم من تقتيل للشعب الفلسطيني بدعم أمريكي واضح. فالأمريكيون يعتقدون بعقيدة شعب الله المختار في حين أن اليهود يعتقدون بعقيدة أنهم شعب الله الوحيد، فهم لا يعترفون بآدمية الشعوب الأخرى. المحور الثالث: في تطور وثقافة الخديعة: إن أمريكا لها سوابق في التلفيق وذلك اعتمادا على وسائل الإعلام التي تشكل وسيلة لخديعة العالم، ومن الأحداث التي تكشف عن ثقافة التلفيق. 1 مقتل الرئيس الأمريكي الأسبق كيندي 2 قضية خليج فيتنام حيث لعب الإنتاج السينمائي في هوليود دورا بارزا في هذا التلفيق. 3 قضية الهنود الحمر ودور الإعلام الأمريكي في تبرير إبادتهم فقد استعملت أمريكا مجموعة من الأساليب الإعلامية المخدومة أدت إلى تلفيق وتزوير الحقائق، ونفس هذا الأسلوب استعمل بخصوص أحداث 11 شتنبر وقد أحال المحاضرعلى كتابي: «أنا والجزيرة وبن لادن< وكتاب "الخديعة المرعبة" وفي الأخير خلص الأستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد إلى أن أكبر رجة ترتبت عن هذه الأحداث تظهر من تحول موقف الإنسان الأمريكي من الحرية، حيث أصبح يقبل مقايضتها بالأمن، وهذا ما يفسر قبول الشعب الأمريكي، وزعماءه في الكونجرس الأمريكي، قرار الرئيس الأمريكي بوش الإبن إحداث منصب وزير مسؤول عن الأمن القومي الداخلي، أي وزير الداخلية، وهذا سيحد من حرية المواطن الأمريكي حيث لم يكن ممكنا قبول ذلك قبل أحداث 11 شتنبر. عبد الرحيم بلحاج