سنفصل في هذه الحلقة الحديث عن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية، وأولها التدخين فهو عامل أساسي في تكوين طبقة الدهون داخل الشرايين، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية! كيف ذلك؟ المواد الموجودة في السيجارة تُساهم في ثلاث ظواهر: فقدان الشرايين للقدرة على التمدد، زيادة تخثر الدم، تحفيز التصاق الدهون بجدار الشرايين. وعواقب التدخين متعلقة بكمية السجائر و المدة، ويتم حساب عامل التأثير كالتال : عدد سنوات التدخين X عدد العلب اليومية. مثال: من دخن عشر سنوات بمعدل عُلبة و نصف كل يوم – 15 كيفما كانت الكمية، فالمدخن معرض 3 مرات أكثر للإصابة بذبحة صدرية مقارنة مع غير المدخن. (هذا إذا افترضنا أنه خال من العوامل الأخرى، أما بوجودها فإن معامل الخطر يرتفع إلى أكثر من 10 ) ثاني العوامل التي تزيد من خطر الإصابة السمنة فهي تُساعد على ظهور العوامل الأخرى: ارتفاع الضغط – داء السكري – زيادة نسبة الدهون في الدم. كما تؤدي كذلك إلى زيادة التهاب جدار الأوعية والجنوح نحو تخثر زائد في الدم. ثالث العوامل ارتفاع نسبة الكولستيرول في الدم إذ يؤدي إلى تسريع تكوين طبقة الدهون على جدار الأوعية، مما يزيد من خطر وقوع الذبحة الصدرية ! والكوليستيرول نوعان "إيجابي" و"سلبي"، هناك جزء يسمى LDL، و هو الذي يلتصق بالشرايين و يُساهم في انسدادها … أما HDL ، فهو نوع الكوليسترول المُفيد الذي يعمل على تنقية الدم من الدهون الزائدة، وانخفاض هذا الأخير (إلى جانب ارتفاع LDL-Cholestérol)، هو مؤشر سلبي. ليس هناك ارتباط بين وزن الجسم و نسب الدهون في الدم (و لو أن السُمنة تُساهم في ظهور اضطرابات استقلاب الدهون) … لكن يمكن أن يكون المرء نحيلا ولديه ارتفاع في نسبة الكوليسترول. أخيرا، فإن التحكم في نسبة الدهون في الدم يعتمد أساسا على حمية و تغدية مُناسبة، إضافة إلى نشاط رياضي منتظم. إلا أن الأدوية المُخفضة للكوليسترول تكون أحيانا ضرورية.