بمجرد ما يتحسس مريض جسما كرويا تحت جلده، سواء كان مؤلما أم لا، يتقدم للفحص عند الطبيب ليقول له " عندي ولسيسة " وغالبا ما يكون المريض خائفا لأنه حتما سمع أن بعض " الولاسس" تظهر كعلامة على وجود سرطان لا قدر الله. فما هو هذا الشيء الذي نقول عنه "ولسيس"؟ و هل يتعلق الأمر دائما بمرض خطير؟ هي العقد اللمفاوية، عنصر هام في جهاز المناعة كما أنها مسؤولة عن تنقية الدم، وهي تكتلات مستديرة الشكل لينة الملمس منتشرة في جميع أنحاء الجسم ومرتبطة بينها بأوعية لمفاوية، بعضها يوجد تحت الجلد مباشرة وخصوصا في منطقة الرقبة وتحت الإبط وأعلى الفخذ والبعض الآخر في العمق. وهي لا ترى و لا تحس في الحالة العادية إلا عندما تتضخم. ويمكن تقسيم أسباب انتفاخ العقد اللمفاوية إلى ثلاثة: العدوى: و تعتبر أهم الأسباب سواء كانت فيروسية أو بكتيرية أو طفيلية ومن الأمثلة الشائعة على ذلك تورم العقد الموجودة بالعنق وأسفل الفك بسبب تسوس الأسنان أو الزكام، تورم عقد أعلى الفخد كمؤشر على وجود مرض تعفني في الجهاز التناسلي، ومنها أيضا إصابة العقدة اللمفاوية نفسها بعدوى بكتريا السل وفي هذه الحالة تظهر على المريض الأعراض المصاحبة لمرض السل وهي الارتفاع الشديد في درجة الحرارة و التعرق الليلي و فقدان الشهية والوزن. أما السبب الثاني فهو الالتهابات وهو مرتبط بأمراض المناعة الذاتية كمرض الروماتويد. والسبب الثالث وهو الأكثر خطورة فهو السرطانات، فالعديد منها يسبب تضخم العقد اللمفاوية سواء تعلق الأمر بسرطان الدم أو نتيجة انتشار سرطان وانتقاله لأقرب عقدة لمفاوية مجاورة له وأعطي مثالا على ذلك تضخم العقد أسفل الإبط في حالات سرطان الثدي. وللتوصل لأسباب تورم العقد اللمفاوية يقوم الطبيب باستجواب المريض عن تاريخه المرضي كاملا بالإضافة إلى فحص شامل وفحص العقد نفسها إذا كانت كبيرة أم صغيرة، مؤلمة أم لا، صلبة أم مرنة، متحركة أم ثابتة وقد يستعين بفحص بالايكوغرافيا وفي بعض الحالات تؤخد عينة للتحليل في حالة الشك في مرض السرطان أو مرض السل. ومعالجة العقد المنتفخة والملتهبة يكون بمعالجة السبب الرئيسي لإنتفاخها. وأخيرا، فإن تضخم العقد اللمفاوية يكون أحيانا طبيعيا، فوجود عقد أقل من 1 سنتم أسفل الفك طبيعي عند بعض الأطفال و الشباب و كذلك في أعلى الفخد . كما أنه ليس كل جسم كروي نلمسه تحت الجلد هو عقدة لمفاوية فما تعتقد انه "ولسيس " قد يكون كتلته شحمية أو كيسا أو غيرها مما يمكن تشخيصه فقط عند الطبيب.