يعكف الباحثون على دراسة تأثير نوع معين من البكتيريا قادر على تدمير الأورام السرطانية من الداخل مما يعطي أملا جديدا لمرضى الأورام المختلفة، ووصف الخبراء النتائج الأولية للتجارب بالمبشرة، غير أن هناك حاجة للمزيد من الدراسات. وقبل أكثر من مائة عام بدأت أولى محاولات مكافحة السرطان بمساعدة البكتيريا، عندما لاحظ أحد الأطباء أن بعض مرضاه من المصابين بالسرطان تعافوا بشكل جزئي أو كامل بعد إصابتهم بعدوى عقب التدخل الجراحي. وبالرغم من محاولات هذا الطبيب العديدة فإنه لم ينجح في تطوير طريقة علاجية مبنية على تلك الملاحظة. والآن بدأ فريق علمي لباحثين بمركز جونز هوبكنز للأورام في بولتيمور بالولايات المتحدة، من حيث انتهى هذا الطبيب واستخدموا بكتيريا "كلوستريديوم". وبدأت التجربة على أورام في مخ فئران تم حقنهما بالبكتيريا التي تم تعديلها بطريقة تجعلها قادرة على الانقسام داخل الجسم، ودمرت البكتيريا هذا الورم من الداخل في حين لم تؤثر على الخلايا السليمة. بعد ذلك أجرى العلماء نفس التجربة على كلاب مصابة بالسرطان وكانت النتيجة أن ثلاثة كلاب شفيت تماما من الورم في حين تقلص حجم الورم بمقدار الثلث على الأقل لدى ثلاثة كلاب أخرى، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية. أما المرحلة الأخيرة من التجربة فشملت امرأة تعاني من ورم خبيث في العضلات ظل ينتشر رغم خضوع المرأة لعدة جراحات ولعلاج كيميائي. وبعد الحقن بالبكتيريا ظهرت على المرأة أعراض عدوى عادية كالحمى ثم تقلص الورم بشكل كبير. ولم ينجح العلماء بعد في معرفة طريقة عمل البكتيريا وتدميرها للأورام السرطانية بشكل دقيق لكنهم رجحوا أن هذه البكتيريا ربما تحفز الجهاز المناعي في التصدي للورم عندما تبدأ في مهاجمته. ووفقا لتقرير "فرانكفورتر روندشاو" فإن الباحثين يخططون لتطوير هذه الطريقة العلاجية من خلال دمجها مع وسائل أخرى مشابهة لكن بعد إجراء المزيد من الدراسات على العديد من المرضى.