يقول دبلوماسيون إن كلمة مهمة ألقاها الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي حدت من قدرة الوفد الإيراني في المحادثات النووية مع القوى العالمية الست على تقديم تنازلات وإن هذا يمكن أن يقلل من احتمالات توصل طهران الى اتفاق لإنهاء العقوبات. وفي كلمة زخرت بالتفاصيل الفنية قال خامنئي الأسبوع الماضي إن ايران بحاجة الى زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم كثيرا وهو ما يتعارض مع مسعى القوى العالمية لتخفيض هذه القدرة لتقليل خطر صنع القنابل النووية بينما يقترب الموعد النهائي للتوصل لاتفاق الذي يحل في 20 يوليو/تموز. وتهدف المحادثات مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين الى التوصل لاتفاق طويل الأجل لكي تحد إيران من أنشطة برنامجها النووي مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات التي أضرت باقتصاد طهران عضو منظمة أوبك. وفي كلمته التي قارن محللون بينها وبين خطاب حالة الاتحاد الذي يلقيه الرئيس الأميركي من حيث الأهمية قال خامنئي إنه يثق في فريق التفاوض الإيراني بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف ونائبه عباس عراقجي. وقال عدة دبلوماسيين قريبين من المحادثات إن الكلمة التي احتوت على الكثير من التفاصيل عن البرنامج النووي ومطالب ايران بشأنه كانت مفاجأة للوفد الإيراني. وقال دبلوماسي غربي إن الوفد بدا "مصدوما" من تصريحات خامنئي في هذا التوقيت الحساس من المفاوضات النووية وقبل انقضاء المهلة المحددة للتوصل لاتفاق نهائي مباشرة. وأكد مصدران إيرانيان صحة هذا. وقال تحليل أجراه أحد أجهزة المخابرات الغربية لكلمة خامنئي "من خلال التعبير ظاهريا عن التأييد لفريق التفاوض الإيراني يظهر التدقيق المفصل لكلمة خامنئي أن تصريحاته في الواقع تهدف الى أن تقلص بشدة المساحة المتاحة لفريقه للمناورة وهو ما يجعل من المستحيل تضييق الفجوات في ظل موقف القوى الست."