تؤدي محطات الإذاعة الجمعوية، أيا كان وضعها القانوني أو هدفها الاجتماعي، مجموعة من الوظائف المعترف بها من قبل جميع الفاعلين المرتبطين بوجودها وتطورها، أهمها "الوظيفة الإخبارية"، ووظيفة "تعزيز حقوق الإنسان والنهوض بالمواطنة"، ووظيفة "تشجيع نهوض المؤسسات الحكومية والهيئات المنتخبة بمهامها"، ثم "النهوض بالثقافة المحلية"، وكذا "تسوية النزاعات والوقاية منها"، و"المشاركة في المشاريع التنموية". الوظيفة الإخبارية تمكن الإذاعات الجمعوية من الحصول على أخبار يطبعها التعدد والحياد وتكون ذات فائدة بالنسبة للمتلقي حول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الصعيد المحلي والجهوي والوطني والدولي، مع الحرص على الاستجابة لحاجيات الجماعة. كما تعمل الإذاعات الجمعوية على تعزيز حق أفراد الجماعة في حرية التعبير من خلال منحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم في ما يخص القضايا التي تعنيهم. تعزيز حقوق الإنسان والنهوض بالمواطنة تعتبر الإذاعات الجمعوية من بين أقوى الوسائل التي يمكن من خلالها الدفاع عن حقوق الإنسان والنهوض بها داخل المجتمع وذلك من خلال التربية ورصد حالات انتهاك حقوق الإنسان، ويتم القيام بأنشطة الدفاع عن حقوق الإنسان وحمايتها من خلال التعاون مع جمعيات حقوق الإنسان العاملة في المنطقة التي تغطيها الإذاعة أو مع الإذاعات الأخرى التي تعمل على المستوى الوطني. دور فاعل في مجال الحكامة تعد الإذاعات فاعلا مهما في مجال الحكامة الجيدة. ويكمن دورها في رصد السياسات المعتمدة من قبل المسؤولين عن تدبير الشأن العام والمنتخبين المحليين خدمة لمصالح الساكنة في حث هءلاء على تحمل مسؤولياتهم واطلاع الجمهور على أعمالهم بكل شفافية. ويمكن اعتبار البرنامج "الحوار الجماعي" الذي تبثه أحدى إذاعات مدينة دكار نموذجا للديمقراطية المباشرة، " فقد دفع رؤساء البلديات (بداكار) إلى التقرب أكثر من المواطنين وأخذ تطلعاتهم بعين الاعتبار ،كما شجع أيضا الساكنة على تكوين نظرة نقدية إزاء الكيفية التي يدبر بها منتخبوهم الشأن العام". النهوض بالثقافة المحلية تعد الإذاعة الجمعوية بمثابة مؤسسة ثقافية قائمة الذات لها تأثير نافذ في الثقافة المحلية. حيث يتمثل دورها في تشجيع الإبداع الثقافي وتعزيز التنوع وتثمين الخصوصية الثقافية للجماعة في إطار فضاء ثقافي وطني. وتوفر الإذاعات الجمعوية للمنتجين في المجال الثقافي، من قبيل الفنانين، "إمكانية تقديم إبداعاتهم دونما التقيد بالإكراهات المرتبطة بهاجس تحقيق الربح المادي، كما هو الحال في الإذاعات الخاصة"، وغالبا ما تحظى المادة الثقافية بحيز مهم في برامج الإذاعات الجمعوية. وتكون هذه الإنتاجات الثقافية ثمرة عمل جماعي، إذ يتم تنظيم استطلاعات للرأي للتعرف على احتياجات الساكنة. تسوية النزاعات والوقاية منها ينظر للإذاعات المحلية،بصفة متزايدة، كفاعل يساهم في حل النزاعات التي قد تحدث داخل الجماعة أو بين عدد من أو حتى بين الجماعة والسلطات العمومية. وتعمل الإذاعات الجمعوية على التأثير على أطراف النزاع 61جماعات مختلفة في اتجاه البحث عن الحلول بالطرق السلمية. وتبرز الحاجة إلى انخراط الإذاعات الجمعوية بشكل خاص في سياقين اثنين: سياق الحرب الأهلية أو الصراعات الطائفية العنيفة وسياق بناء السلام والمصالحة. ولهذه الإذاعات أيضا دور لا يقل أهمية، والذي لا تسلط عليه الأضواء كما يجب، وهو الوقاية من النزاعات. المشاركة في المشاريع التنموية يستند دور الإذاعات الجمعوية في مسار التنمية على النموذج الجديد في التواصل من أجل التنمية، القائم على جعل التنمية خيارا للجماعة المعنية ويكون فيه التواصل أفقيا يعتمد على مشاركة واسعة للساكنة في مشاريع التنمية، حيث لا يقتصر دور الإذاعات المحلية على مجرد الإخبار بهذه المشاريع التي اتخذ القرار بشأنها من خارج الجماعة، بل تحول دور الساكنة التي تستهدفها مشاريع التنمية من دور متلقي إلى دور فاعل قوامه المشاركة.