كشفت مصادر فلسطينية للشرق القطرية بفلسطين المحتلة عن خطوات صهيونية تقوم بها حكومة أرييل شارون لتحويل غرف عدة في الحرم القدسي إلى كنيس يهودي، إذ أقدمت الشرطة الصهيونية قبل شهر وبقرار حكومي على إغلاق مكاتب لجنة التراث الإسلامي في باب الرحمة، الواقع داخل المسجد الأقصى محاولة بذلك أن تستولي على غرف داخل الحرم وتحكم سيطرتها عليه. وكشفت مصادر مطلعة في القدس ل"الشرق" أن المؤسسة الصهيونية تنوي تحويل المبنى في باب الرحمة إلى كنيس يهودي كما فعلت سابقا بتحويل عدد من البيوت السكنية القريبة من محيط المسجد الأقصى بعد الاستيلاء عليها إلى معابد وقاعات لتعليم التوراة أو ثكنات للشرطة الصهيونية. وأفادت المصادر نفسها أن قوات الأمن الداخلي كثفت مؤخرا جولاتها داخل المسجد الأقصى مصحوبة بعدد من المستوطنين اليهود وإن هذه الجولات توالت في الأيام الماضية. وأكد الشيخ رائد صلاح على خطورة الوضع في المسجد الأقصى خصوصاً بعد قيام المؤسسة الصهيونية بإغلاق غرف ومكاتب لجنة التراث في باب الرحمة والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من المسجد. وقال صلاح ل"الشرق" إن أخشى ما أخشاه أن تقوم المؤسسة الصهيونية بتحويل المكان إلى معبد يهودي في القريب العاجل، كما هو الحال في كثير من العقارات والبيوت المحيطة بالمسجد الأقصى التي استولت عليها المؤسسة الصهيونية وحولتها إلى كنيس، ووجه الشيخ رائد صلاح نداء عاجلا إلى المسلمين والعرب علماء وشعوبا وحكاما إلى التحرك السريع والتدخل قبل أن تقع الكارثة، وقال: "إن على المسلمين والعرب علماء وشعوبا وحكاما أن يتحملوا المسؤولية تجاه المسجد الأقصى المبارك فهو أمانة في أعناق كل المسلمين، ويواجه اليوم خطراً شديداً في ضوء الحملات العدائية التي تشنها قادة التيارات الدينية والأحزاب اليمينية المتطرفة وفي ضوء التصريحات التي أطلقها قائد لواء شرطة القدس الضابط ميكي ليفي بالسماح لليهود باقتحام المسجد حال اندلاع الحرب الأمريكية على العراق". تصريحات ليفي والحملات الإعلانية بعد فوز شارون المطالبة بالسماح لليهود باقتحام المسجد والمحاولات المتكررة في الشهر الأخير من قبل المستوطنين لدخوله وإغلاق المؤسسة الصهيونية باب الرحمة يؤكد أن شارون عازم على تحقيق وعوده التي قطعها بتدرج مدروس. من جهته أكد الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس و الديار المقدسة أن أي غرفة في باحات الأقصى هي جزء من المسجد الذي تبلغ مساحته 144 دونماً . وقال صبري ل"الشرق" إن ما أشيع مؤخرا حول تحويل جزء من المسجد الأقصى هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا و لن نقبل به بأي حال من الأحوال. وحمل الحكومة الصهيونية المسؤولية لأنها تصب الزيت على النار وقال إن للأقصى حرمته وقدسيته ولن نسمح بالمس به. وحذر صبري من أن تكون هذه خطوة لوضع موطئ قدم لليهود في الأقصى ثم تستمر الاعتداءات. وكان صبري قد اصدر فتوى بهذا الخصوص تؤكد أن جميع العمائر المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك كلها وقف إسلامي، ولها منافذ مباشرة إليه، من أبواب وشبابيك، وعليه فإنها تأخذ حكم الأقصى في المباركة والقدسية، وهي عبارة عن مدارس ومراكز للعلماء وطلاب العلم، فلا يجوز شرعا أن تغتصب أي عمارة من هذه العمائر لتحول إلى معبد يهودي، ونحذر من الإقدام على هذه الخطوة العدوانية، فهي فتنة هوجاء وضلالة عمياء، كما لا يجوز شرعا البناء في محيط المسجد الأقصى المبارك لأنه وقف إسلامي. الدوحة- عبد الحكيم أحيمن