يحتفل المغرب هذا اليوم بذكرى من أعز ذكرياته، ألا وهي ذكرى ثورة الملك والشعب. في يوم العشرين من غشت 1953 بعد طول صمود محمد الخامس رحمه الله أمام ضغوط الإقامة العامة الفرنسية التي كانت تدفع في اتجاه إرغامه على التخلي عن العرش، أقدمت سلطات الاستعمار الفرنسي على محاصرة القصر الملكي بواسطة القوات طالبة من الملك الشرعي التنازل عن الملك، فرفض مفضلا المنفى على الرضوخ لإرادة الاحتلال، إيمانا منه بعدالة القضية المغربية، وبأنه ملك كل المغاربة المسؤول عن وحدة المغرب وسيادته. وأمام هذا الموقف أقدمت سلطات الاحتلال على تنفيذ جريمتها النكراء بنفيه رفقة الأسرة الملكية إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر. ونتجت عن هذا القرار انتفاضة الشعب المغربي في وجه الاحتلال الأجنبي، وبدأت بوادر المقاومة تنتظم وتشكلت الخلايا الفدائية والتنظيمات السرية، وانطلقت العمليات البطولية لضرب غلاة الاستعمار ومصالحه وأهدافه. وتجلى واضحا من ذلك عزم المغاربة وإصرارهم على النضال المستميت من أجل عودة الشرعية وإعلان الاستقلال، فمن العمل البطولي للشهيد علال بن عبد الله يوم 11 شتنبر ,1953 الذي استهدف صنيعة الاستعمار بن عرفة، إلى عمليات شهيرة للشهيد محمد الزرقطوني ورفاقه في خلايا المقاومة بالدار البيضاء وعمليات مقاومين ومجاهدين بمختلف مدن وقرى المغرب لتتصاعد وتيرة الجهاد بالمظاهرات العارمة والانتفاضات المتوالية وتتكلل بانطلاق جيش التحرير بشمال المملكة في أكتوبر .1955 ويشكل اندلاع ثورة الملك والشعب محطة تاريخية حاسمة وفاصلة بين فترة الحماية وعهد الاستقلال، وإعلانا عن نهاية فترة المقاومة السلمية التي أعقبت الثورات المسلحة التي واجهت الاستعمار منذ البداية، كمعركة أنوال وغيرها من المعارك، لتنطلق المقاومة المسلحة من جديد، والتي كانت هذه المرة حاسمة حيث كللت بإعلان استقلال المغرب سنة .1956