ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه بعد أكثر من عام من العمل الجاد أصبحت الخطة الأمريكية للحرب على العراق جاهزة وقائمة على منهج مبتكر يربط بين العمليات الجوية والبرية المتوازية، مستفيدة من التفوق الأمريكي في القوة النارية والسرعة والدقة؛ وذلك استنادا إلى عدة مصادر على صلة بالبنتاجون. وقالت الصحيفة في عددها على الإنترنت الأحد 2-3-2003: إن اجتماعا سريا لكبار القادة العسكريين برئاسة الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الأمريكية المتواجد منذ الأسبوع الماضي في قطر قد انتهى إلى أن كل شيء جاهز في انتظار صدور أمر من الرئيس بوش ببدء العمليات العسكرية. وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات المتسربة عن خطة الحرب توضح أنها مختلفة عن أي عمل عسكري قامت به الولاياتالمتحدة من قبل؛ حيث ستجمع بين كثافة الهجوم المدرع الذي شُن في حرب الخليج الثانية عام 1991 مع سرعة عملية الاستيلاء على بنما عام 1989 ودقة عمليات القصف في حرب أفغانستان عام 2001. وطبقا للصحيفة فإن أحد جوانب التجديد في الخطة هو مرحلتها الأولى التي بدأت بالفعل، وتتضمن عمليات القوات الخاصة التي تسللت داخل الأراضي العراقية لتمهيد الطريق للهجمات التالية. كما أن الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية تقوم خلال مراقبتها لمنطقتي الحظر الجوي شمال وجنوب العراق بتكثيف عدد وحدات عمليات القصف لتشمل قائمة من الأهداف بما فيها صواريخ سطح-سطح العراقية. وكما يقول "روبرت أندروز" المسئول السابق في البنتاجون المختص بالإشراف على أنشطة العمليات الخاصة فإن كثيرا من عمليات الحرب قد بدأت بالفعل، بما في ذلك الحملة الجوية والعمليات النفسية والعمليات الخاصة. ولكن البداية الرسمية للحرب في حالة إصدار بوش الأمر بها ستتضمن انطلاق العمليات العسكرية متوازية على كل الأصعدة، خلافا لحرب الخليج الثانية التي لم تبدأ خلالها الحرب البرية إلا بعد 5 أسابيع من القصف الجوي؛ فعلى الأرض ستنطلق الدبابات والمركبات المدرعة من طراز برادلي وطائرات أباتشي الهجومية من الكويت في اتجاه الشمال. ومعظم وحدات الجيش ستكون من ناحية الغرب متجهة ناحية نهر الفرات، بينما ستقفز وحدات من مشاة البحرية إلى الشرق، وتتحرك في اتجاه مدينة البصرة. وطبقا للصحيفة فإن العسكريين الأمريكيين يخططون لشن هجوم من الشمال، وإن كان عدم موافقة البرلمان التركي حتى الآن على نشر القوات الأمريكية على الأراضي التركية قد يحول دون تنفيذ هذه الخطة. ويعتقد المخططون أن الحد الأدنى من القوات الأمريكية المطلوبة لفتح جبهة ثانية من الشمال هو فرقة واحدة، فضلا عن بعض التعزيزات الخاصة بما يصل إلى نحو 20 ألف جندي. وتتضمن الخطط أن تقوم القوات الخاصة بالحيلولة دون استخدام القوات العراقية للأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وأيضا منعها من إطلاق صواريخ سكود على إسرائيل، فضلا عن حماية حقول النفط من احتمالات قيام النظام العراقي بإشعال النار فيها. حسب الصحيفة فإن الحملة الجوية ستبدأ بسيل من القصف الجوي بواسطة الطائرات والصواريخ بهدف تدمير البطاريات العراقية المضادة للطائرات المتمركزة حول بغداد، ونظم الاتصالات والقصور الرئاسية. وتتوقع مصادر البنتاجون للواشنطن بوست أن معظم الأهداف في بغداد سيتم تدميرها في الليلة الأولى للقصف أكثر مما دمر في العاصمة العراقية خلال حرب الخليج الثانية بأكملها، والتي أطلق فيها على بغداد حوالي 330 قنبلة وصاروخا. فعلى عكس حرب 1991 حينما كانت هناك قنبلة واحدة من 10 قنابل موجهة بالليزر أو الأقمار الصناعية؛ فإن الحرب المقبلة سترتفع هذه النوعية إلى 9 قنابل من مجموع 10 سوف تكون من هذه النوعية دقيقة التصويب. إسلام أون لاين