تلجأ العديد من النساء إلى وصفات فعالة وسحرية في حال إصابتهن أو أحد أبنائهن بارتفاع درجة الحرارة، وتبقى الوصفة الأشهر هي نبتة «المخينزة» حتى أن بعض النساء تحرصن على غرس شتلات منها في البيوت تحسبا لارتفاع مفاجيء في درجة حرارة أحد أفراد الأسرة، فيما تضطر نساء أخريات إلى طلبها من الجيران أو اللجوء إلى أصحاب الحدائق للحصول على أوراقها لهدف العلاج. «المخينزة» نبتة معروفة بقدرتها السحرية على تخفيض درجات الحرارة وطرد الديدان، يتم دقها ويخلط ما يستخلص منها مع عصير البرتقال ويتناوله المريض أو يتم خلطها مع الليمون ووضعها على منطقة الجبهة والصدغ لساعات حيث تساهم في تخفيض درجة الحرارة، إنها حل فعال كما ترى ربات البيوت بالنسبة للكبار والصغار. «المخينزة» كما يشاع لدى سكان وسط المغرب لكن اسمها «النتنة» بالحسانية، يستعملها سكان الصحراء لعلاج الجرب الذي يصيب الإبل بعد تغلية النتنة في الماء الساخن ووضع الخليط على المناطق المصابة من جلد الجمل، كما أنها حل مناسب لكل من تعرض في أيام الصيف أو باقي فصول السنة التي لأشعة الشمس القوية. تعرض مواطنين لتسممات وأعراض صحية خطيرة نتيجة استعمال عشبة «المخينزة» بجرعات كبيرة جعلت المركز الوطني للوقاية من التسمم واليقظة الدوائية يطلق إنذارا يحذر من الاستعمالات الخاطئة لهذه العشبة المشهورة بفعاليتها في تخفيض درجة الحرارة المرتفعة وبعض تشنجات الأمعاء وطرد الديدان. وجاء هذا الإنذار بعد توصل المركز بحالات تسمم نتيجة استعمال هذه العشبة وكان الضحايا في الغالب أطفال ينحدرون من أوساط قروية أو من أسرة محدودة التعليم. تقرير المركز أشار إلى أن هذه العشبة تستعمل كعلاج في حالة أمراض مثل الشقيقة والحمى واضطرابات الأمعاء والتيفويد والتهابات الفم وغيرها من المشاكل الصحية يلجأ فيها المغاربة لخدمات المخينزة، لكن الفوائد المرجوة من النبتة تبقى حسب التقرير غير مؤكدة علميا، كما أن سمية المادة عالية وأي خطأ في تقدير الجرعة المناسبة يتسبب في مضاعفات أكبر من الفائدة التي يتوخاها المريض. شكايات المواطنين تمركزت خصوصا حول أعراض جانبية تهم الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء وآلام المعدة، إضافة لأعراض عصبية مثل آلام شديدة في الرأس قد تصل حد الإصابة بالغيبوبة أو عدم انتظام دقات القلب، كما تؤثر المادة على الكلى مما قد ينتج عنه قصور كلوي حاد. وقد تتسبب النبتة أيضا في حدوث نزيف أو أعراض جلدية. وحسب التقرير نفسه فإن سمية عشبة المخينزة تتعلق أساسا بالجرعة التي يتناولها الشخص حيث تتقارب الجرعة السامة من الجرعة التي يعول عليها في العلاج. المتخصصون يقولون إنه لا توجد أبحاث علمية تحدد الجرعة المناسبة للاستعمال، في الوقت الذي أثبتت التجربة التقليدية نجاعة «المخينزة» في مقاومة الحرارة المرتفعة، شريطة استعمال جرعة مناسبة، كما تحسنها بعض النساء المسنات، لما راكمنه من تجربة في استعمالها. لكن بالمقابل يحذر المختصون من استعمال «المخينزة» من قبل الحوامل والرضع والأطفال لما يمكن ان تتسببه من مشاكل صحية، ويعتبرون أن الطريقة الآمنة لاستخدام هذه العشبة في العلاج من ارتفاع درجات الحرارة هي هي وضع مستحضرها على منطقة الصدغ أو الجبهة، عوض تناولها عبر الفم، لتجنب احتمالات التعرض لتسممات العشبة.