كشفت معطيات رسمية نشرتها المندوبية السامية للتخطيط أن عدد الأشخاص المسنين (60 سنة فما فوق) كان يمثل في المغرب أقل من مليون شخص سنة 1960 وأصبح اليوم يناهز 2.9 مليون شخص، وقد يصل إلى حوالي 10 ملايين شخص في أفق 2050. وأضافت المندوبية السامية للتخطيط أن أمل الحياة للأشخاص ما بعد 60 سنة ازداد بنسبة 20.6 سنة في 2010، مقابل 18.8 سنة 1987، 19.5 سنة عند الرجال و21.6 عند النساء. وحسب معطيات البحث الوطني حول السكان والصحة العائلية لسنة 2011، يصل أمل الحياة بدون أمراض مزمنة في 60 سنة إلى نسبة 7.3 سنة للرجال مقابل 11.5 سنة للنساء، وبخصوص أمل الحياة بدون «عدم القدرة الوظيفية» تبلغ عند الرجال نسبة 18.6 سنة مقابل 20.1 سنة لدى النساء. في سنة 2012، بلغ عدد النساء المسنات 1,5 مليون، أي أكثر من عدد الرجال ب 100 ألف وسيصل إلى 5,4 مليون سنة 2050، أي بأكثر من 700 ألف. ويعزى هذا الأمر -حسب المندوبية- إلى كون النساء يتمتعن بأمل حياة أكبر من الرجال يقدر ب75.6 سنة عند الولادة (مقابل 73,9 سنة لدى الرجال) و 21,6 سنة عند بلوغهن 60 سنة (مقابل 19,5 سنة). ومن جهة أخرى، وبالنظر إلى كون زواج الإناث يتم في سن مبكر مقارنة مع الذكور (26,6 سنة مقابل 31,4 سنة في 2010)، إضافة إلى كون نسبة الزواج من جديد المسجلة في صفوف النساء اللواتي أنهين زواجهن الأول (8,5 بالمائة) تقل عن النسبة المسجلة لدى الرجال (14,5 بالمائة)، فإن احتمال وجودهن في وضعية ترمل أو وحيدات، مقارنة مع الرجال، يكون مرتفعا عند بلوغهن 60 سنة فما فوق. وهكذا، فإن نسبة النساء المسنات الأرامل (51 بالمائة) تفوق بعشر مرات نسبتها لدى الرجال (5 بالمائة) ونسبة الأشخاص المسنين الذين يعيشون لوحدهم أعلى بأربع مرات لدى النساء منها لدى الرجال (7,7 بالمائة مقابل 2,0 بالمائة). بعبارة أخرى، فالنساء المسنات أكثر عرضة من الرجال لإنهاء حياتهن وحيدات بدون زوج. وتتفاقم هذه الوضعية الهشة للنساء بسبب ضعف معدل نشاطهن وتعرضهن أكثر للأمراض المزمنة، حيث أن 11 بالمائة فقط من النساء البالغات 60 سنة فما فوق (مقابل 36 بالمائة بالنسبة للرجال) يتوفرن على شغل، غالبا كمساعدات عائليات (57 بالمائة)، و66,6 بالمائة منهن يعانين من مرض مزمن واحد على الأقل (مقابل 53,3 بالمائة بالنسبة للرجال)، وهي وضعية من شأنها أن تؤدي بنسبة كبيرة من النساء المسنات إلى العيش تبعا لأفراد آخرين من الأسرة، لاسيما وأن أكثر من تسعة من أصل عشرة منهن أميات.