استقبل عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب صباح أول أمس الأربعاء بحضور أعضاء مكتب المجلس بمقر هذا الأخير رئيس مجلس الدوما (البرلمان) لفدرالية روسيا غيندادي سيليزنيف والوفد المرافق له. وقد ناقش الجانبان عددا من القضايا الثنائية وأخرى إقليمية ودولية على رأسها قضية العراق، حيث رفض رئيس الدوما اللجوء إلى منطق القوة، داعيا إلى تسوية المشكل في إطار الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن. وحذرمن العواقب السيئة ومخاطر الهجوم على العراق وآثاره على ما أسماه بالوفاق الدولي قائلا:"إن العراق ليس هو أفغانستان وهذا أمر يجب أخذه بعين الاعتبار". وأضاف غيندادي سيليزينف بأنه لا يعقل أن يصدر قرار جديد يهدد بالحرب على العراق والمفتشون يقومون بعملهم، في الوقت الذي علينا فيه أن نتركهم يعملون. وكان مجلس الدوما قد دعا إلى مؤتمر برلماني دولي يقام ببغداد للاستماع مباشرة إلى المفتشين الدوليين، على اعتبار أن البرلمانيين ممثلي الشعوب بالإضافة إلى الهيئات المدنية مطالبين بالعمل على منع الحرب على العراق. وشدد رئيس مجلس الدوما الروسي على تميز النظرة الروسية إلى العلاقات الدولية عن النظرة الأمريكية، مشيرا إلى وجوب تصحيح الوضع الحالي للعلاقات الدولية، ووضع حد للهيمنة الأمريكية، وذلك من خلال ضرورة صعود قوى أخرى من قبيل روسيا والمجموعة العربية والصين. وقال في هذا الصدد "ندرك الرسالة التاريخية التي علينا القيام بها، ونعمل على تقوية ذاتنا اقتصاديا للعودة بقوة إلى الساحة العالمية". كما دعا عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب من جهته إلى تسوية قضية العراق في إطار الأممالمتحدة لتجنيب العالم والمنطقة مصائب الحرب، منبها إلى ضرورة أخذ المعارضة الشعبية العالمية للحرب بعين الاعتبار. وبخصوص القضية الفلسطينية حذر رئيس الدوما غنيندادي سيليزنيف من تقليص الاهتمام الدولي بالقضية. وفيما يتعلق بالعلاقات المغربية الروسية، عبر الجانبان عن ارتياحهما للتوقيع على إعلان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من قبل جلالة الملك محمد السادس والرئيس الروسي فلادمير بوتين يوم الثلاثاء 15أكتوبر2002 بمناسبة الزيارة الملكية لفدرالية روسيا، منوهين بتنامي وتيرة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري (يصل حاليا إلى 380 مليون دولار سنويا) بين البلدين في مجالات متعددة، حيث أعرب رئيس البرلمان الروسي عن ارتياحه لمنح روسيا حق الصيد في مياه المغرب الإقليمية. ولم يفته بالمناسبة التأكيد على دعمه لإصرار المغرب على تسوية قضية صحرائه في إطار الأممالمتحدة وبالطرق السياسية والسلمية. وأوضح عبد الواحد الراضي من جانبه تعاون المغرب التام مع الأممالمتحدة وأمينها العام وممثله الشخصي جيمس بيكر، معربا عن أمله في أن تدعم روسيا أكثر جهود الأممالمتحدة من أجل الطي النهائي لملف الصحراء المفتعل. يشار إلى أن الوفد البرلماني الروسي (الذي يمثل أهم التشكيلات السياسية والأقاليم الروسية في مجلس الدوما) عقد بعد ذلك لقاء مع ممثلي بعض منظمات المجتمع المدني ومع رؤساء الفرق النيابية، كما عقد صباح أمس جلسة تباحث مع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب. ومن المنتظر أن يعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين على رأسهم إدريس جطو الوزير الأول، وكذا بعض الفاعلين الاقتصاديين. أبو بكر