دعا الجنرال عوزي ديّان، نائب القائد العام للجيش الاسرائيلي سابقا، ورئيس مجلس الأمن القومي سابقا، والذي يشغل اليوم ما يسمى بمجلس "المرابحات" في الكيان، الطلاب الصهاينة إلى اقتحام المسجد الاقصى المبارك، بل وتكثيف وتخصيص مثل هذه الاقتحامات لهذا الموقع أكثر من غيره، كما وطالب في السياق نفسه الى تكرار سيناريو المسجد الابراهيمي في المسجد الاقصى. وفي تصريحات صحفية، نقلتها صحيفة "معاريف"، عن "أرييل"، عقب مشاركته في اقتحام المسجد الأقصى أول أمس، قال الوزير: "من الواجب على الحكومة الإسرائيلية السماح لليهود بالصلاة في جبل الهيكل في كل وقت وكل حين". وأضاف: "جبل الهيكل هو المكان الأقدس لليهود، ويجب أن يكون مفتوحا في كل وقت". ولفت إلى أنه يعمل من أجل "أن يصبح الصعود إلى جبل الهيكل أمرا طبيعيا"، معتبرا ذلك من "مقومات سيادة دولة اسرائيل على الموقع المقدس الذي لا يمكن الجدال أو التفاوض عليه". واقتحم عشرات المستوطنين بحماية 500 جندي صهيوني باحات المسجد الأقصى صباح أول أمس من جهة باب المغاربة، وذلك بالتزامن مع احتفالات اليهود برأس السنة العبرية والدعوات الفلسطينية ل"النفير العام" احتجاجاً على دعوات الاقتحام الإسرائيلية. من جهتها، حذّرت "مؤسسة الاقصى" من أقوال الجنرال ديان"، معتبرة إياها تغولاً من قبل الاحتلال وكل أطيافه التي تصب في نهاية المطاف في مخطط الاحتلال لتقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانياً، مشيرة إلى أن هذه الاقتحامات والتدنيسات على اختلاف أنواعها تزرع عملياً بذور تنفيذ مخطط التقسيم والتهويد. وأشارت "مؤسسة الاقصى" إلى أن الدعوة الى "زيارة جبل الهيكل"، وهو المصطلح الذي نقلته صحيفة معاريف على لسان "ديان"، أو الدعوة إلى نقل "الترتيبات في المسجد الابراهيمي" إلى "جبل الهيكل"، هي في الحقيقة مصطلحات مغلّفة يُراد منها رفع وتيرة وتنوع اقتحامات المسجد الاقصى، وهي بالفعل الممارسة الفعلية الميدانية التي يمارسها الاحتلال، بمشاركة المجتمع "الاسرائيلي" وخاصة الطلاب منهم، وهذا ما يصدقه ويدلل عليه الصور التي توثقها "مؤسسة عمارة الاقصى والمقدسات" بشكل شبه يومي في المسجد الاقصى على مدار العام كله. بدورها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المحاولات الصهيونية والدَّعوات المتواصلة لاقتحام وتقسيم المسجد الأقصى. وحذرت "حماس"، في تصريح صحفي صادر عن مكتبها الإعلامي مساء أول أمس، "العدو من استمرار حمايته لقطعان المغتصبين والمتطرّفين أثناء اقتحاماتهم وتدنيسهم المتواصل للأقصى". وعدّت الحركة هذا التصعيد الخطير "استفزازاً مباشراَ لمشاعر أمتنا العربية والإسلامية، ولم يكن ليحدث إلاّ تحت غطاء استمرار المفاوضات العبثية، وفي ظل الصَّمت الدولي والتقاعس العربي والإسلامي". وحيّت حماس "المرابطين في القدس الذين شاركوا في يوم النفير للأقصى وتصدّوا بصدور عارية وعزيمة لا تلين لغطرسة الاحتلال وعربدة المغتصبين"، داعية إلى مواصلة شدّ الرّحال والنفير للأقصى، كما ودعت الجماهير العربية والإسلامية إلى حشد الطاقات لنصرة ودعم صمود الفلسطينيين في القدس دفاعاً عن الأقصى والمقدسات.