عائشة بنت علي بن موسى ابن راشد العلمي من أم إسبانية الأصل مسلمة الديانة، هي من حفدة الولي الصالح عبد السلام بن مشيش، وأمير مدينة شفشاون، كانت تحسن إلى جانب العربية لغة أمها الإسبانية. تزوجت بالمنظري الثاني حاكم تطوان، فكانت خير معينة له في تدبير الأمور حتى إنها كانت تنوب عنه في تسيير شؤون المدينة كلما غاب عنها، وبعد 924 ه / 1915 م، أصبحت تطوان خاضعة لأمير شفشاون إبراهيم بن علي بن راشد، أخي السيدة الحرة إلى أن تنازل لها عن المدينة فحكمتها نيابة عنه، من 931 ه / 1523 م إلى 935 ه/ 1528 م قبل أن تصبح في ظل ملك فاس أحمد الوطاسي أميرة مستقلة في تطوان لمدة ثلاثة عشر سنة إلى أن تزوجت في 948 ه / 1541 م بالسلطان أحمد بن محمد الوطاسي فصارت خليفته على تطوان، ثم نشب ينها وبين أخيها محمد بن راشد حاكم شفشاون نزاع تمكن على إثره لأحمد الحسن المنظري من إخراجها من تطوان ومصادرة أملاكها، فعادت إلى شفشاون حيث ماتت ودفنت بزاوية أبي الحسن قرب القصبة. وإن المصادر الأجنبية تحدثت عن الست الحرة في مناسبات عديدة. وقد كتب عنها عبد القادر العافية كتابا بعنوان «أميرة الجبل الحرة بنت علي إبن راشد» سنة 1989. والست الحرة سيدة حظيت بشهرة واسعة النطاق في الشمال الغربي من أفريقيا الشمالية. وهي ممن اعتنى المؤرخون الأجانب بالحديث عنها والتعرض بالذكر لأيام حكمها بتطوان. ولعل شهرة هذه السيدة قامت على عدة اعتبارات: فهي ابنة أمير شفشاون علي ابن راشد، تلك الشخصية المعروفة في الداخل والخارج بالنسبة لذلك العصر.