يصفه مؤيدوه ب «رجل الكلمة» و «صوت الحق «، بينما يراه خصومه فقيها فجا، سليط الخطاب، ولا يجيد الدعوة بالتي هي أحسن. إنه الخطيب عبد الله النهاري الذي أثار وما يزال يثير الجدل بعدما فاقت شهرته مساجد وجدة لتصل إلى باقي مناطق المغرب وأوربا والعالم والفضل يرجع إلى تلامذته و «يوتيوب». دخل النهاري من خلال خطبه ودروسه الدينية في «معارك كثيرة» و «خصومات عديدة» كال فيها هجوما لاذعا على من يراهم «فادسين ومفسدين في المجتمع»، لا يكتفي بتناول قضايا الناس بشكل عام، بل يقول رأيه في كل مستجدات الحياة المغربية والإسلامية، فهو متابع «جيد» للصحف المغربية ولما تنشره من مقالات الرأي والمواقف خاصة تلك التي تمس الجانب الديني والأخلاقي. خطبه تلهب حماس المصلين وتلامذته ومحبيه الذين يرافقونه في كل خطبة ودرس ديني سواء في المساجد أو البيوت أو غير ذلك من الفضاءات. في خطبه ينتقد الإمبريالية، والغرب الذي يوالي إسرائيل، ويهاجم ازدواجيته في تعامله مع دول العالم الإسلامي، وخصص خطبة لمهاجمة مفهوم الحداثة التي قال إن البعض يحارب الإسلام بها. لكن الخطبة التي ألقاها الشيخ النهاري بمسجد الكوثر في أبريل من سنة 2011 حول موضوع «الإصلاح في المغرب» قادته إلى المساءلة والعزل. فما مضمون هذه الخطبة التي تناقلتها المواقع الإلكترونية؟ تحدث النهاري عن الرياح العاتية التي تهب على المنطقة ويقصد الربيع العربي الذي كان يمر على تونس ومصر وليبيا والمغرب، وتحدث النهاري عن أعداء الإصلاح، وصنفهم لثلاث فئات، وقال إن الفئة الأولى «لا يروقها أن تشهد العالم يتحرك من أجل أن يحقق ذاته»، وسمى هاته الفئة ب»المصلحين المنحرفين، الذين انطلقوا من مرجعية غير مرجعية الأمة للإصلاح، ووجب على الأمة أن تحذر منهم»، وانتقد النهاري بشدة نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية سابقا، في ملف رفع المغرب كل تحفظاته في شأن ما يسمى بمعاهدة إلغاء جميع أشكال التمييز بين الجنسين» مصحوبا باتهامات كانت السبب في طلاق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والخطيب عبد الله النهاري. ولم يمر قرار العزل بصمت، بل شهدت مدينة وجدة وقفة احتجاجية لمؤيدي الشيخ النهاري أمام مسجد الكوثر الذي كان يعتلي منبره للمطالبة بعودة الخطيب إلى منبره، وهو ما لم يحدث إلى الآن، لكن النهاري استمر على نفس المسار واستبدل منبر الجمعة بدروس الوعظ في الجمعيات والبيوت.