أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، أول أمس بنيويورك، أن المغرب مستعد لتقاسم خبرته الوطنية في مجال محاربة الإرهاب مع البلدان الإفريقية. وأبرز العثماني في كلمة أمام المشاركين في اجتماع لمجلس الأمن حول "التحديات المرتبطة بمكافحة الإرهاب في إفريقيا في سياق حفظ السلم والأمن الدوليين"، الذي نظم بمبادرة من طوغو التي ترأس مجلس الأمن لشهر ماي الحالي، أن المغرب يبقى على استعداد لتقاسم خبرته الوطنية مع البلدان الإفريقية في إطار "شراكة بناءة نتطلع إليها جميعا لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي". وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون، خلال هذا الاجتماع الذي ترأسه رئيس دولة توغو "فور غناسينغبي"، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب، وتماشيا مع التزامه الدائم من أجل تعزيز الأمن في إفريقيا، انخرط منذ عقود في الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون بين البلدان الإفريقية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وذلك من خلال سلسلة من الإجراءات "، مشيرا إلى أن موقف المغرب حول ظاهرة الإرهاب ثابت، مذكرا في هذا السياق بأن المملكة اعتمدت استراتيجية وطنية وفقا للاستراتيجية التي وضعتها الأممالمتحدة، مؤكدة بذلك إلتزامها بمبادئ حقوق الانسان والحريات الأساسية وسيادة القانون. وجدد العثماني بالمناسبة رفض المملكة لأي خلط بين الإرهاب والجريمة المنظمة من جهة، والدين أو العقيدة أو المجموعة العرقية من ناحية أخرى، مشددا على أن هذه الظاهرة تعكس "حرمانا دينيا وأخلاقيا وإنسانيا". وفي السياق ذاته قال "العثماني" إنه تحت قيادة الملك محمد السادس عمل المغرب على تعزيز التعاون مع بلدان منطقة الساحل والصحراء ودول اتحاد المغرب العربي في إطار "مقاربة تشاركية قائمة على احترام السيادة والوحدة الترابية للدول، ومبادئ التضامن وقيم الحوار البناء بالإضافة إلى المسؤولية المشتركة". وذكر العثماني، في هذا الإطار، بتنظيم المغرب بتعاون مع منظمة الأممالمتحدة، للمؤتمر الدولي حول التعاون في مجال مراقبة الحدود في منطقتي الساحل والمغرب العربي(مارس 2011)، حيث أكد على الحاجة الملحة لإعطاء دينامية للتعاون مع منظمة الأممالمتحدة، والمنظمات الإقليمية في ميادين تبادل المعلومات والخبرات فضلا عن الممارسات الجيدة في مجال التكوين. وكان مجلس الأمن الدولي، قد دعا خلال الاجتماع دول الساحل والمغرب العربي إلى تكثيف التنسيق على الصعيد الإقليمي لمكافحة الإرهاب، وحث بيان رئاسي صدر بإجماع الدول الأعضاء بالمجلس، "دول الساحل والمغرب العربي على تحسين التعاون والتنسيق على الصعيد الإقليمي"، داعيا إلى وضع "استراتيجية شاملة" لمكافحة الإرهاب. وتم اعتماد هذا البيان الرئاسي في إطار اجتماع مجلس الأمن الدولي حول "التحديات المرتبطة بمكافحة الإرهاب في إفريقيا في سياق حفظ السلم والأمن الدوليين" نظم بمبادرة من دولة طوغو التي ترأس لمجلس خلال شهر ماي الجاري. وحث البيان الرئاسي "دول الساحل والمغرب العربي على تحسين التعاون والتنسيق على الصعيد الإقليمي من أجل وضع استراتيجيات شاملة وفعالة لمكافحة أنشطة الجماعات الإرهابية بطريقة شاملة متكاملة، ولا سيما تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وحركة أنصار الدين، ومنع توسع تلك الجماعات".