أكد الشيخ حسن الكتاني، رئيس «جمعية البصيرة للدعوة والتربية» أنهم لا يصنفون أنفسهم سلفيين ولا جهاديين، موضحا في حوار خص به «التجديد» أن تلك التسميات ألصقت بهم، وأنهم يسعون لأن يكونوا على منهج السنة و الجماعة، ويتطلعون لما كان عليه السلف الصالح من هدي وعقيدة ومنهج. وعن علاقة جمعية البصيرة بما يسمى بالمراجعات، أكد «الكتاني» أن مجرد سماع هذه الكلمة يشعره بالاكتئاب، وأن الكلام عن المراجعات يعني أنهم أخطؤوا وأنهم كانوا ضالي الطريق، تم اهتدوا. وقال الكتاني «نحن أصحاب فكر ورسالة نريد أن نوصلها إلى أمتنا» مضيفا أن «هذه الرسالة يمكن أن تستفيد منها الأمة بشكل واضح ومن خلال العمل المتزن والمنضبط الذي سنقوم به إن شاء الله تعالى». ● حاورته: سناء كريم ● ما الهدف من تأسيسكم لجمعية دعوية في هذا التوقيت بالضبط؟ ❍ منذ تم الإفراج عنا ونحن نسعى لتأسيس هذه الجمعية، لكننا قبل هذه المحنة كنا نسعى إلى تأسيس جمعية دعوية تستهدف هذه الأهداف نفسها التي نسعى إليها الآن، لكن جاء الابتلاء فلم يتيسر لنا العمل على ذلك، فلما جاء الفرج، سعينا في هذا الأمر، كما أن الظروف الآن صارت مهيئة لتأسيس هذا المشروع، ارتأينا إعادة بلورة الفكرة، وسعينا جاهدين إلى إخراج هذا المشروع بعد تكثيف الجهود. أما عن سؤالكم حول اختيار هذا الموعد بالذات، أؤكد لكم أن ليس له أي دلالة معينة، خرجنا إلى العلن بعد أن نضجت الفكرة جيدا، بعد الاتفاق بين بعضنا البعض، وتحديد من سيكون معنا في هذا المشروع، ومن سيقف محايدا بالنسبة لهذا العمل.. ● هل يمكن القول إن جمعية البصيرة تدخل في إطار ما يسمى المراجعات؟ ❍ لا، لا.. لا علاقة لجمعية البصيرة بالمراجعات، وبصراحة شخصيا لي موقف شديد من هذه الكلمة، بل مجرد سماع هذه الكلمة يشعرني بالاكتئاب، فالكلام عن المراجعات يعني أننا أخطأنا وأننا كنا ضالي الطريق، تم اهتدينا بعد أن غيرنا أفكارنا وآراءنا، وهذا غير صحيح، حقيقة نحن لم ندخل هذه المحنة بسبب أننا كنا منحرفين، بل سبب الأزمة أننا ظلمنا ونحن مصرون على أننا كنا على حق ولازلنا بحمد الله تعالى مصرين على أننا على حق، ولم نحدث أي تراجعات أو تغييرات في أفكارنا، وهذا لا يعني أن الإنسان إذا كان مخطئا لا يتراجع عن الباطل الذي هو فيه، لكن لا يعني أيضا أن يغير الإنسان مبادئه كلها لأنه ابتلي واكتوى بسياط السجون والمعتقلات. ● في هذا الإطار، هل هناك علاقة بين تأسيس جمعية «البصيرة» وما يعرف بملف «السلفية الجهادية»؟ ❍ أبدا، ليست هناك أي علاقة بين الأمرين، على اعتبار أن هذا المشروع أو فكرة تأسيس هذه الجمعية الدعوية كانت مقررة قبل المحنة التي ابتلينا بها، وملف «السلفية الجهادية» هو ملف اختلق بعد أحداث 11 شتنبر 2001. وأريد التأكيد من خلال هذا الحوار، على أن جمعية «البصيرة للدعوة والتربية» لم تؤسس للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية هذا الملف ولا من أجل الخوض في المشاكل المتعلقة بهم، أهدافنا أكبر من ذلك، نحن أصحاب فكر ورسالة نريد أن نوصلها إلى أمتنا، وهذه الرسالة يمكن أن تستفيد منها الأمة بشكل واضح ومن خلال العمل المتزن والمنضبط الذي سنقوم به إن شاء الله تعالى. ● هل معنى كلامك، أن الجمعية لن تحتضن المعتقلين السابقين على خلفية ملف «السلفية الجهادية»؟ ❍ لا، لم أقصد هذا الاستنتاج، ومعنى حديثي أن الجمعية سترحب بكل من آمن بأفكارها، واقتنع بأهدافها المسطرة، سواء كان معتقلا سابقا أو غير معتقل، نحن نرحب بكل فرد من أفراد الأمة يؤمن بالمنهج والهدف والرؤية التي سطرناها لهذا المولود الجديد، وكل من لم يتفق معنا في أفكارنا ومبادئنا فلن ينضم إلينا حتى لو كان معتقلا سابقا. ● غياب الشيخين محمد الفزازي وعمر الحدوشي عن الاجتماع التأسيسي للجمعية يثير بعض الأسئلة عن الأسباب، هل من تفسير لذلك؟ ❍ بالنسبة للشيخ محمد الفيزازي حفظه الله، فقد كان لنا معه لقاءات كثيرة منذ بداية انفراج محنتنا، لكن كان له طريق آخر، فقد اختار الدخول في غمار السياسة من خلال إنشائه لحزب، وله حقه في أن يختار ما شاء أما علاقتنا معه فهي طيبة إلى حدود الآن و الحمد لله. وفيما يتعلق بالشيخ عمر الحدوشي حفظه الله فقد عرضنا عليه كل خطواتنا ومشاريعنا فقال:» أنا أبارك لكم خطواتكم لكنني أحب أن أكتفي بالتعليم والتدريس، ولا أريد التقيد بأي عمل تنظيمي أو جمعوي قد يؤخرني عن أعمالي الخاصة». إذن المسألة لا تعدو كونها اختيارات فقط، فهم يعربون عن مباركتهم لخطواتنا، لكن لديهم مشاريعهم الخاصة. وحقيقة، لا أخفي عليكم أن شخصيتي كل من الشيخ الفيزازي والشيخ الحدوشي تنشد الحرية، ويصعب عليها التقيد ببرامج معينة قد تشعرها بالضيق إذا ما كانت محكومة بعمل جمعوي أو ما إلى ذلك. ● على اعتبار ما سبق وأثير من وجود رغبة في الأوساط السلفية لتأسيس حزب سياسي، هل نعتبر أن الجمعية مقدمة لتأسيس حزب سلفي؟ ❍ نحن لا نصنف أنفسنا سلفيين ولا جهاديين، وإنما هي تسميات ألصقت بنا، ولا شك أننا نسعى لأن نكون على منهج السنة و الجماعة، ونتطلع لما كان عليه السلف الصالح من هدي وعقيدة ومنهج، لكن هذا لا يعني أننا نتقيد بأسماء معينة وبمناهج معينة إنما اتفقت عليه أمتنا واتفق عليه كبار أئمتنا، ولذلك فالقول بأن جمعيتنا ستكون إطارا لطائفة معينة أو جماعة معينة من الناس هو كلام غير صحيح، و القول بأنها ستكون مقدمة لإنشاء حزب جديد سلفي أو غير سلفي فهو كلام غير صحيح أيضا. ● هناك حديث عن وجود علاقة بين جمعية البصيرة وحزب النهضة والفضيلة، ما تعليقكم على هذا الرأي؟ ❍ حزب النهضة و الفضيلة هو حزب لعب دورا كبيرا في بداية محنتنا، سواء من خلال الحزب نفسه، أو من خلال تعاطف أفراده كالأمين العام للحزب وأخي حمزة الكتاني، فقد كانت لهم تصريحات كثيرة بمظلوميتنا نشكر لهم ذلك، لكن أؤكد أن لا علاقة لهم بهذه الجمعية. فمن الناحية التنظيمية والعملية، الجمعية غير تابعة لهذا الحزب، بل هي جمعية مستقلة بذاتها ولها برنامجها وشخصيتها الاعتبارية المستقلة، لكننا سنسعى لبعض التعاون مع هذا الحزب ومع غيره من مكونات مجتمعنا. ● هل معنى هذا الكلام أن باقي الفعاليات الإسلامية لم تدعم مشروعكم؟ ❍ «يضحك»، هناك من دعم المشروع أكثر من غيره فقط، وهناك من لم نناقش معه المشروع مطلقا، مثلا لم نناقش الأمر مع جماعة العدل و الإحسان بتاتا، وحتى تعاملهم مع محنتنا لم يكن واضحا، أما حزب العدالة و التنمية فلا شك أن دوره كان واضحا ومهما في التعامل مع قضيتنا، وكان داعما لنا سواء من خلال أفراده أو الحزب نفسه لكن بالنسبة لحزب النهضة و الفضيلة له دور أكبر على اعتبار أن الأمين العام كانت تجمعه بوالدي صداقة خاصة، كذلك بسبب تواجد أخي حمزة بالحزب. ● أخيرا اجتمعتم مع جمعيات حقوقية في إطار مؤتمر لحل ملف «السفية الجهادية، هل «البصيرة» من ثمار هذا الحوار؟ ❍ كما أخبرتك سابقا، فكرة تأسيس جمعية دعوية تولدت لدينا قبل محنة الاعتقال، وبعد المحنة والانفراج لمحنا أكثر من مرة بهذا المشروع الدعوي، واليوم وبحمد الله تعالى، خرج إلى العلن بعد أن تيسر له الخروج، ولا علاقة لفكرة المشروع مع الاجتماع المشار إليه. فجمعية البصيرة، جمعية مستقلة لها شخصيتها المستقلة، أما ملف المعتقلين على خلفية قانون مكافحة الإرهاب، فيتولاه إخواننا في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين فهم يقومون بهذا الدور، أما هذه الجمعية فلا علاقة لها بالدفاع عن المعتقلين الإسلاميين فالمشروع أكبر من ذلك. ● نعود إلى فعاليات تأسيس الجمعية، لوحظ غياب ممثلين عن الهيئات الدعوية القائمة في المغرب، هل من تفسير؟ ❍ ليس هناك أي سبب أساسي فيما يتعلق بغياب ممثلين عن الهيئات والمؤسسات الدعوية، وكل ما يمكن قوله في هذا الشأن أن هذا الغياب يعزى أولا وأخيرا إلى التسرع وعدم توسيع الدعوات وليس هناك أي سبب آخر. ● كيف تنظرون إلى علاقتكم مع باقي الهيئات الدعوية في المغرب؟ ❍ حتما علاقتنا بباقي الهيئات الدعوية ستكون علاقة تعاون سواء فيما نتفق عليه أو ما نختلف فيه. ● كيف تقيمون الفعل الدعوي في المغرب؟ ❍ نسجل تراجع الفعل الدعوي خلال السنوات العشر الأخيرة لحساب العمل السياسي، ولعل هذا من أهم الأسباب التي دفعتنا إلى إنشاء جمعية البصيرة، وإذا ما قارنا بلادنا بغيرها من البلدان، فنرى أن العمل السياسي أخذ نصيب الأسد وأكل حق العمل الدعوي، وهو ما أثر على الساحة بشكل واضح، حتى إننا نلاحظ تراجعا على مستوى التدين في مجتمعنا مع تواجد كثير من الانحرافات. ● كيف يبدو لكم مستقبل الدعوة في المغرب في ظل التحولات التي عرفها؟ ❍ مستقبل المغرب رهين بنشاط الدعاة إلى الله تعالى، فإذا نشطوا وشمروا على سواعدهم ودخلوا في قانون التدافع الذي ذكره الله عز وجل في كتابه المقدس فسيكون له مستقبل مشرق، لكن إذا تقاعسوا، و ناموا واهتم كل بمسائله الشخصية فستظهر النتيجة سلبية. الدعوة تحتاج إلى تضحيات لنتقدم إلى الأمام. ** من أرضية جمعية البصيرة للتربية والدعوة نظم بمدينة الدارالبيضاء نهاية الاسبوع الماضي الجمع العام التأسيسي لجمعية دعوية بإسم«جمعية البصيرة للتربية والدعوة»، برئاسة الشيخ حسن الكتاني، فيما اختار الجمع العام التأسيسي للجمعية مكتبا تنفيذيا يتكون من ذ إبراهيم كمال رئيسا شرفيا للجمعية، والشيخ أبو حفص محمد عبد الوهاب رفيقي نائب الرئيس والناطق الرسمي باسم الجمعية، ونائب الرئيس الثاني الدكتور عبد الرزاق مرزوك، ذ جلال المودن، الكاتب العام للجمعية، في حين تم اختيار ذ. خالد مصدق، أمينا عاما للجمعية، وذ. أحمد محاش نائبا له. «جمعية البصيرة للدعوة والتربية»، هي جمعية دعوية تهدف إلى إصلاح المجتمع والسمو الفكري والرقي الأخلاقي حسب أرضيتها: المنهج - منهج جمعية البصيرة هو منهج أهل السنة والجماعة الوسط بالنظر إلى شتى مناهج التعليم والتربية القديمة والحديثة. - الحافل بشتى نماذج الرقي الإنساني في التصور والسلوك . - المشتمل على كل ما يحقق حاجات البشرية المستمرة على النحو الأتم الأرضى. - إبراز دعوة الإسلام إلى التجديد العلمي الراسخ ، والاستشراف الحضاري الرصين . - إصلاح المجتمع بإبراز محاسن الشريعة الإسلامية ، وكمالها. - تمكين العلماء من مكانتهم الريادية في الإصلاح والتدبير . –إبراز دور المرأة المسلمة في بناء المجتمع . –الانفتاح على كافة مكونات المجتمع المدني داخل الوطن وخارجه . ● الرؤية الفقهية : تنبني على فقه أهل المدينة وعلى رأسهم الإمام مالك رحمه الله ، الذي زاوج بين صحيح النقل وصريح العقل . *الرؤية الدعوية: - تجديد الخطاب الدعوي بما يجعله حكيما رحيما . - لم الشمل العلمي والدعوي . - تأهيل الداعية البصير الناجح . - استثمار كل وسائل الإعلام الحديثة في إنجاز خطاب دعوي حضاري متكامل . ● الرؤية التربوية: - إبراز منهج القرآن في التربية . - إبراز المنهج النبوي في تعهد القلوب، ورعاية السلوك . - مطالعة المناهج التربوية الحديثة، ومواكبتها بما يستخرج منافعها .