في الوقت الذي تستمر فيه شركات القمار في تحقيق أرباح كبيرة، تبلغ معاملاتها المالية سنويا رقما ضخما جدا 6.5 مليار درهم، أي حوالي 665 مليار سنتيم، فالمغربية للألعاب والرياضة خلال سنة 2009 بلغت معاملاتها حوالي 789 مليون درهم، وحققت سنة 2011 ما قيمته 96.5 مليار سنتيم، واليانصيب الوطني حوالي 561 مليون درهم، فإن المجتمع ما زال يحصي خسائره، لاسيما في ظل الفراغات القانونية وتسهيلات الاستثمار في القطاع، والإعلانات في الصحافة والإعلام. ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل إن هذه الشركات تعتزم استهداف الأفراد خصوصا الشباب والمرأة عبر الهاتف النقال والانترنيت. من المسؤول عن تسيير وتنظيم قطاع القمار بالمغرب؟ الجواب وبشكل رسمي أن هناك ثلاث شركات كبرى تسهر على تنظيم هذه الألعاب بالمغرب وأولها «الرهان التعاضدي الحضري» التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري ومن أشهر منتوجاتها «التيرسي» و»لكونطي» و»لكوارطي» وقالت على موقعها الرسمي أنها ضخت 100 مليار سنتيم كضريبة على القيمة المضافة، وقدمت دعما لتشجيع قطاع الخيول سنة 2011 . وثاني هذه الشركات هي «المغربية للألعاب والرياضات» وهي شركة تابعة لوزارة الشباب والرياضة ومن أهم منتوجاتها «لكرونو» و»طوطوفوط» ولعبة «كوطي سبور» حققت سنة 2011 ماقيمته 96.5 مليار سنتيم، ذهبت 60 بالمائة منها للزبائن الرابحين ومصاريف التسيير والضرائب والباقي حولي 13 مليار سنتيم تقدم لصندوق دعم وتنمية الرياضة. والشركة الثالثة هي «اليانصيب الوطني» الخاضعة لرقابة صندوق الإيداع والتدبير وهي المكلفة بكل أنواع القمار الرقمي وأهم منتجاتها «الكيو» ولكواطرو» و»اللوطو» المعطيات على موقعها تعود لسنة 2009 وحققت خلال هذه السنة 560.6 مليون درهم و54.8 منه توزعت على الفائزين وأعطت لدولة 20 بالمائة من هذه الأرباح. وإلى جانب تقنين قطاع القمار بالمغرب هناك ما يعرف ب»النوار» السوق السوداء بألعاب غير قانونية من قبيل «الرياشة» و»الخيل الدولي» ويكون في غالب الأحيان في مقاهي منتشرة بالمدن المغربية وغير مرخص لها وتعرف إقبالا متزايد بفعل عدم دفع الضرائب مما يجعلها تخفض سعر المقامرة بدرهم أو درهمين، ويؤكد ممارسون أن المقاهي يمارسون النصب على المقامرين ويمكن أن تربح اليوم وغدا يتنكر لك، بسبب السوق السوداء.. الدولة ضائعة والقمارة ضايعين مرتين، ويتراوح الربح في المقاهي السوداء بين 3000 إلى 6000 درهم يوميا، وتشن بعض الحملات الأمنية لكنها تبقى محدودة، بالليل تنشط بقوة والساكنة تشتكي. وعن أماكن اللعب فهناك ملاعب السباق الوطني أو الوكالات الخاصة بمتابعة سباق الخيل الدولي من خلال القنوات التلفزية وبشكل مباشر وعددها 340 وكالة موزعة على 21 مدينة، أو يتم التوجه ل 4000 نقطة بيع موزعة على جل المدن المغربية من بينها 1400 نقطة بيع خاصة بشركة اليناصيب الوطني، وآخرون يفضلون سباق الكلاب في مقاهي السوق السوداء أو داخل الكازينوهات، بفيلا بالبيضاء يجري سباق الكلاب 4 مرات في الأسبوع من قبل كان يحضر للمكان أزيد من 3000 مراهن واليوم لا يتجاوز 100 وهذا لا يعني التراجع بل ظهور أنواع أخرى من ألعاب القمار وكذلك انتعاش قمار النوار. ويوجد في المغرب ثمانية كازينوهات كبرى للقمار، منها ثلاثة في مدينة أكادير، وثلاثة في مدينة مراكش، وكازينو في مدينة طنجة وآخر بالجديدة، كما تؤكد الشركة المغربية للألعاب والرياضات في آخر تقرير لها. وتحقق الكازينوهات التي توجد بالمغرب أرباحا كبيرة تصل إلى ملايير الدراهم، على اعتبار أن مجموع ما يخسره الفرد الواحد يصل إلى أزيد من 500 درهم بلعبة الآلات، وأزيد من 4000 درهم بالنسبة للعب على الطاولة، وتقدر أرباح كازينو واحد بمليار سنتيم سنويا، على اعتبار أنها تستقطب المغاربة وغير المغاربة. وتبين بعض التقارير أن مداخيل الكازينوهات تتراوح ما بين مليار و200 مليون سنتيم ومليارين و200 مليون سنتيم سنويا بكازينوهات أكادير، نصفها يخصص للمصاريف، والنصف الآخر عبارة عن أرباح. وتختلف قيمة ما يخسره الأفراد، وقد ترتفع هذه النسبة بكثير نظرا لطبيعة الزبائن، خصوصا وأنها تستقطب بعض الأثرياء من المغرب وخارجه. وحسب هذه التقارير فإن حوالي 90 في المائة من زبناء الكازينوهات مغاربة من كل مختلف فئات المجتمع وكبار رجال الأعمال، فيما تتوزع النسبة الأخرى بين مواطنين خليجيين وآخرين من أوروبا.