أجمع باحثون اقتصاديون ومتخصصون، أن تعثر الاندماج المغاربي يضيع الفرصة لتحقيق تكاملات إقليمية هامة ومهمة لاقتصاديات الدول المغاربية، واعتبر فيصل خديري، نائب رئيس مجموعة ماستركارد الدولية، أن معطيات الاندماج قائمة في المنطقة المغاربية، وقال خلال مناقشة موضوع «الأسواق الناشئة في دول المغرب العربي»، أول أمس السبت بالرباط، ضمن الندوة الدولية التي نظمها معهد أماديوس، تحت شعار «أي نموذج لتحقيق نمو اقتصادي مستدام»، -قال- إن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر يكلف البلدين خسارة كبيرة في نسبة النمو، وأكد أن الاندماج المغاربي أصبح ضروريا لاستشراف المستقبل، مشيرا إلى أن كل بلد يتوفر على ثروات وطاقات مهمة، ليخلص المتحدث إلى أن الظروف العالمية تفرض اندماجا تكامليا لاسيما في القارة الإفريقية. وفي سياق متصل، دعا عبد المجيد المنصوري، رئيس المجموعة الاستشارية للتنمية الاقتصادية في ليبيا، بلدان المغرب العربي إلى إنشاء بنك استثماري في المنطقة بهدف دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، وكذا بنك للمعلومات المغاربية، واقترح أيضا خطة تباشر فيها الحكومات المغاربية «تسهيل حركة انسياب البضائع، وحركة أصحاب الأعمال على الأقل في المرحلة الأولى، ثم تعقبها حركة السياح»، ودعا المتحدث إلى نسيان الماضي ووضعه جانبا، والنظر إلى المستقبل بما يخدم مصلحة الشعوب المغاربية. من جهة أخرى، وخلال نفس الندوة الدولية، تأسف جلول عياد، وزير المالية التونسي السابق، لغياب صناديق خاصة بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، التي تشكل 80 في المائة من النسيج الاقتصادي التونسي، وتشغل حوالي 60 بالمائة من اليد العاملة بالبلاد، وأبرز المتحدث أهمية التعجيل باتخاذ إجراءات ملموسة من شأنها أن تنعش الاقتصاد التونسي، ويرى جلول عياد أن هناك «تحديان رئيسيان يجب على بلاده مواجهتهما، وهما البطالة والفوارق الاجتماعية»، وشد على أن «الاستثمار يعد السبيل الوحيد لمعالجة هذه الوضعية». وكان ابراهيم الفاسي الفهري، الرئيس المؤسس لمعهد «أماديوس»، افتتح مساء الجمعة الماضية الندوة الدولية للمعهد، وأكد أن تحقيق النمو يتوقف على «الابتكار والكفاءة وتوظيف أمثل للموارد، وكذا الرفع من الانتاجية بشكل يتماشى مع الطلب»، واعتبر الفاسي الفهري أن «تحقيق النمو الاقتصادي الشامل يعد ضرورة مشتركة»، وأبرز أن بلدان الجنوب تحتاج إلى بلدان الشمال لمواكبتها في تحدياتها المتعددة، التي تعتمد هي الأخرى على الرساميل وفرص النمو التي تتيجها بلدان الجنوب، وشدد المتحدث أنه إذا كانت «بلدان الجنوب قد عانت بشكل خاص خلال السنوات الأخيرة من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي والأمني، فإن بلدان الشمال كانت بدورها مسرحا لأزمات اقتصادية بنيوية».