عن فيلمه «محاولة فاشلة لتعريف الحب» الذي عمق حيرة الجمهور والنقاد قال حكيم بلعباس ل «التجديد» علينا اليوم بداية الحديث عن موت الأجناس في السينما وأن الذي تبقى هو القلب والروح، وقال إن الفيلم يحضر في عصر «تخلاطات فيه الأمور» وأصبح المظهر متفوقا على الجوهر وهو أقوى وأعمق وعندما يحضر الجوهر فإن الرسائل تصل. في «محاولة فاشلة لتعريف الحب» زينب وحمزة ممثلان يسافران إلى أعالي جبال الأطلس للتحضير لدوريهما في تصوير فيلم يروي حكاية «إسلي وتيسلت» العاشقين اللذين منعا من الزواج واللذين تروي الأسطورة أن دموعهما خلقت البحيرتين اللتين تحملان إسميهما. حيرة المتتبعين للفيلم من جمهور ونقاد تعددت بين مندهش ومنهبر وعاجز عن التعبير، وبين من اختلط عليه الأمر أهو شريط وثائقي أم روائي أم هما معا، وبين من لم يتوقف عن الضحك طيلة الفيلم. فيما عبر آخرون عن الشعور براحة كبيرة بعد انتهاء الفيلم وشبه الأمر بالخروج من جلسة مع طبيب نفسي. مواقف النقاد التي استقت «التجديد» آراءهم اختلفت في تقييم العمل السينمائي لمخرجه وكاتب قصته «الحكيم بلعباس»، فالحبيب ناصري رأى فيه إبداعا كبيرا من لا شيء، ومحمد شويكة قال «أتريدني أن أقوم بمحاولة فاشلة لتعريف النقد»، وآخر طلب مهلة للهضم وآخرون قالوا لا تطلبوا منا التعليق على بلعباس فإن عمله لا يمكن إلا أن يعجبك. من عناصر الحيرة أيضا أسئلة من قبيل هل انطلق الفيلم أم ليس بعد وهل تلك نهايته أم النهاية هي البداية الفعلية للفيلم؟ وماذا عن زينب هل كانت تمثل أم أنها كانت تتدرب على دورها في رسالة قوية من حكيم لكل السينمائيين عن كيفية اختيار الشخوص، بل إن حكيم نفسه عندما سئل هل كانت زينب تمثل؟ أجاب لا أعرف اسألوها. الفيلم الذي ساهمت في إنتاجه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة نقل صور البؤس والفقر والمعاناة لربوع منسية من حقها في الثروة الوطنية وبعض مظاهر الحياة، لكنها منطقة تمتلك أمورا قل نظيرها في غيرها وهي الثروة الحقيقية حسب حكيم، إنها الجوهر والصدق والبساطة والإخلاص التي يحتاج إليها وبشكل كبير مغاربة المركز. يذكر أن الفيلم حضرت فيه اللغات الأربع ولم تترجم أمازيغيته للعربية وذلك ما أعطى للفيلم نكهة خاصة، كما أن «الحكيم بلعباس» اختار أغلب شخوصه من جبال الأطلس وهو ما أضفى جمالية خاصة على الشريط.