كشف تقرير جديد لمكتب الأممالمتحدة للطفولة بالمغرب أن المنظومة التعليمية بالمغرب تنتج كل عشر سنوات ما يعادل ساكنة مدينة الدارالبيضاء من الأميين وشبه الأميين بسبب مغادرة 340 ألف طفل ويافع لصفوف الدراسة كل سنة، أي بنسبة 10 بالمائة من مجوع المسجلين في المدارس سنويا حسب الإحصاءات الأخيرة والرسمية لوزارة التربية الوطنية. التقرير الذي صدر أمس الخميس بمناسبة مرور 20 سنة على مصادقة المغرب على اتفاقية الأممالمتحدة المتعلقة بحقوق لطفل (CRC) قدم معطيات خطيرة تهم وضعية الأطفال بالمغرب خاصة بالعالم القروي وفي مجالات الصحة والتعليم وعمالة الأطفال. كما تحدث التقرير عن ما اعتبره تقدما كبيرا أحرزه المغرب على مستوى تعزيز وإعمال حقوق الطفل عبر تعميم التعليم الابتدائي وعمليات التطعيم والتلقيح التي قاربت 100بالمائة، وما قام به المغرب أيضا من تقدم في ما يهم التشريعات الوطنية على نحو يتفق مع الالتزامات المغرب الدولية. على مستوى حق الأطفال في الحياة سجل التقرير التأخر الكبير في العالم القروي مقارنة بالحضري حيث إن وفايات الأطفال دون الشهر الأول يبلغ بالعالم القروي نسبة 20.52 حالة من كل 1000 طفل مقارنة مع الوسط الحضري الذي يسجل 16.97 من كل 1000 طفل. أما الوفايات ما بين شهر وعام فإنها بالعالم القروي تصل إلى 13.05 من كل 1000 عكس الوسط الحضري الذي يبلغ 6.59 من كل 1000 طفل. وحول وفايات الأطفال دون سن الخامسة حسب ذات التقرير، فيبلغ 25.3 ما بين الفئتين الأكثر فقرا والأكثر غنا، لكنه يصل في الفئة الأكثر فقرا إلى 40.6 في 1000 لكل ولادة حية، عكس الأكثر غنا حيث لا يتجاوز الرقم 15.3 من كل 1000 ولادة حية. و بالعودة لحق الطفل في التعلم، ذكر التقرير أن معدل التمدرس لليافعين ما بين 15 و17 سنة لا يتعدى 24.2 بالمائة بالعالم القروي وأن هذا المعدل لا يتجاوز 16.3 في صفوف الفتيات و31.6 في صفوف الذكور، في حين يصل معدل التمدرس بالعالم الحضري إلى 83.3 بالمائة. التقرير خلص أيضا إلى أن غياب التمدرس له علاقة كبيرة بالفقر وبالمستوى التعليمي لرب الأسرة حيث أن عدم التمدرس ما بين 7و17 سنة له علاقة كبيرة بالفقر، وتابع أن الانحدار من الأسر الأكثر فقرا يرفع خطر الانقطاع أو عدم التمدرس إلى 11 مرة مقارنة مع الفئات الأكثر غنا، وفي حالة رب الأسرة غير المتعلم يرتفع الخطر إلى 6 مرات. وبخصوص عمالة الأطفال سجل التقرير ارتباطها بالعالم القروي والفقر ومستوى تعلم الأب وبطبيعة الجهة، فأطفال جهة دكالة عبدة معرضين للعمالة بنسبة 15 بالمائة مقارنة مع أطفال كليميم السمارة.