طالب المقرئ الإدريسي أبو زيد الحكومة بصياغة قرارات تحمي اللغة العربية، موضحا أن اللغات تحمى بالقوانين والتحفيزات، من قبيل إلزام أصحاب المحلات التجارية بالكتابة باللغة العربية أولا وبالحرف الأكبر وفي أعلى سطر، وأبرز أبو زيد أنه رغم كل هذه العقود التي مرت على استقلال المغرب من ثقل استعماري ثقافي وسياسي وصفه بشديد الوطأة، وبعد عدد من المجهودات في التعريب وفي التمكين لسيادة اللغة العربية، نجد أننا مازلنا نتحدث عن إشكالات ذات طابع تقني من قبيل التمكين للغة العربية، تأهيلها، تطويرها، مفرداتها، معجمها، استيعابها، انفتاحها، واستغرب أبو زيد في جلسة للبرلمان الاثنين المنصرم ، من محاولة نسب المشكل إلى اللغة العربية ذاتها، قائلا إن «العربية فيها مليون ونصف كلمة، فهي تعاني تخمة في المفردات وليس كما يظن البعض أنه ليس لها متقابلات في المصطلحات التقنية والاستعمالات الحديثة والمعاصرة»، مؤكدا أن المشكل فينا وليس في اللغة العربية. وأبرز أبو زيد أن الدارجة التي تنافس هذه اللغة، وتكتسح مواقعها ليست بالغنى ولا بالزخم، ولا بالرصيد التاريخي للغة العربية، وهذا منطق موجود في كل الحضارات وليس فقط حضارتنا، «الدوارج» هي أفقر وأضعف وأقل قوة و زخما من اللغات الفصحى، يضيف المتحدث، لافتا الانتباه إلى أنه عندما تذهب إلى حي شعبي بشارع مترب ومباني متواضعة في عمق منطقة أقرب إلى الريف منها إلى المدينة، حيث لا يمكن أن يمر أجنبي ولو احتمالا مرة في القرن، تجد عوض كلمة «حلاق» كلمة «كوافور» وهذا يدل حسب أبو زيد على أنه لدينا مشكل ثقافي حقيقي، موضحا أن الإشكال الثقافي حالة من الهزيمة النفسية كرستها سياسة تعليمية فاشلة طيلة العقود السابقة.