يواصل قادة أمنيون داخل الكيان الصهيوني التحذير من حالة الجمود السياسي ومن مخاطر اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. وقد تحدث مسؤولون وأجهزة مخابرات صهيونية أخيراً عن إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة قريبا بسبب غياب الأفق السياسي والوضع الاقتصادي الصعب في الأراضي الفلسطينية. ولكن مسؤولين فلسطينيين سارعوا إلى استبعاد انتفاضة ثالثة قريبا، مشيرين إلى أن الانتفاضات عادة ما تخرج عفوية دون قرارات من الفصائل. وقال قائد عسكري صهيوني رفيع المستوى إن انتفاضة فلسطينية ثالثة انطلقت بالفعل في الضفة الغربية، زاعما أن كيانه أكثر إدراكا للعبة الآن. وكان آخر هؤلاء الضابط «يانيف إلالوف» من قيادة ما تسمى المنطقة الوسطى لجيش الاحتلال الذي قال: «لم نعد على شفا انتفاضة ثالثة، إنها قائمة بالفعل. نتوقع الكثير من الاشتباكات من الآن فصاعدا». «إلالوف»، أضاف أمام مجموعة من جنود الاحتياط، الأحد الماضي، إن الأحداث في تصاعد بشكل كبير. ونقل عنه موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت" الصهيونية أن الحديث لا يجري عن آلاف المتظاهرين الذين يعتلون أسوار المستوطنات وهم مسلحون برشاشات الكلاشينكوف، إلا أنه لا يمكن التقليل من خطورة الوضع. مُعرباً عن تفاؤله بقدرة جيش الاحتلال على مواجهة هذه التحديات، وأن المظاهر التي رافقت الانتفاضة السابقة لن تتكرر". واعتبر «إلالوف» أن العملية التي يقودها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس انتهت وحل محلها موقف تدعمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشيرا إلى أن عباس يحاول إحياء «الربيع العربي» وهو يدرك أن طريق المفاوضات مع «إسرائيل» وصل إلى نهايته. واستطرد «السؤال ماذا سيحدث بعد ذلك؟ ربما نرى فوضى إقليمية مع حملة عسكرية من جانبنا». وأعرب عن القلق من أنه إذا تعين على كيانه القيام بعملية عسكرية ثانية في قطاع غزة أو التعامل مع تدهور في الوضع الإقليمي، فإن الجيش ربما يواجه نقصا في جنود الاحتياط. كما أعرب «إلالوف» عن تفاؤله إزاء التعامل مع التهديدات، مشيرا إلى أنه لا يتوقع سلسلة مما وصفها بالهجمات الانتحارية التي كانت السمة المميزة لانتفاضة الأقصى. وقال «الانتفاضة الثالثة لن تكون مثل الثانية التي فاجأتنا.. إننا أكثر إدراكا للعبة الآن وإن الإرهاب لن يصل إلى وسط «إسرائيل» لأننا أفضل استعدادا الآن». من جانبه، قال المتحدث باسم قطاع عتصيون التابع لجيش الاحتلال إن «قوة الدفاع «الإسرائيلية» لا تعلق على تصريحات يتم الإدلاء بها في المنتديات المغلقة». وجاءت تصريحات «إلالوف» رغم حرص المؤسسة العسكرية على عدم المبالغة في موجة الاضطرابات الأخيرة المتنامية التي تجتاح الضفة الغربية، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» بموقعها الإلكتروني الأحد الماضي. وذكرت الصحيفة أن «إلالوف»، وهو أحد كبار ضباط القيادة المركزية، قد تحدث عقب دورة تدريبية بالمنطقة كجزء من جهود الجيش للتعامل مع التوترات المتزايدة بالضفة الغربية عقب عملية عامود السحاب على قطاع غزة ورفع وضع فلسطين بالأمم المتحدة إلى «دولة مراقب غير عضو». وكانت مصادر في الجيش الصهيوني قد أكدت في وقت سابق أن ارتفاعاً معيناً قد طرأ في الآونة الأخيرة على عدد الهجمات على الأهداف الصهيونية في الضفة الغربية، لكنها رأت أنه من السابق لأوانه الحديث عن انتفاضة ثالثة. وكان رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين حذر هو الآخر من توقف المفاوضات مع الفلسطينيين . وأبدى قلقه من الجمود السياسي الذي يهدد بانتفاضة ثالثة. وحذر من أن الأجواء مشبعة بالبنزين. ورأى «ديسكين» في مقابلة مع “يديعوت" أن استخدام القوة لا يمتص الغليان في الشارع الفلسطيني، داعياً من أجل ذلك لخطوات سياسية، ويتابع “أبو مازن ليس رافضا للسلام وهو لن يكون شريكا سهلا للسلام وهيا بنا نعترف هل نحن شريك سهل؟" . ورداً على سؤال حول تصريحات نتنياهو حول قبوله حل الدولتين يقول جازما وبالعربية “هذا كلام فاضي". وقال إنه لا يعرف إذا كان ممكنا إحراز السلام، لكن الاستيطان يجهز على بقايا احتمالاته، محذراً من تعرض الفلسطينيين والصهاينة لنزاعات غير منتهية ومن اتساع الفجوة بينهما. ويخطط الكيان الصهيوني، في الآونة الأخيرة، لتكثيف عمليات اعتقال النشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة لمنع تحول المواجهات المحلية الى انتفاضة جديدة بحسب ما تقول مصادر أمنية صهيونية. وكان مصدر أمني صهيوني: "هناك بالتأكيد صحوة (فلسطينية)". وأضاف "نتيجة لذلك، اتخذ قرار في المؤسسة الأمنية بمضاعفة النشاط الاستخباراتي والاعتقالات بين أعضاء حماس والنشطاء ضد اسرائيل"، مشيرا إلى أن ذلك "بدأ في الأيام القليلة الماضية وسيزيد". ولكن الأحداث الأخيرة تشير إلى أن سياسة مشابهة قد تؤدي إلى نتائج عكسية. وكانت الأراضي الفلسطينية قد شهدت انتفاضتين، حيث انطلقت الأولى عام 1987 وانتهت مع توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993، وانطلقت الثانية عام 2000 وانتهت عام 2005.