قال خالد الشكراوي، أستاذ متخصص في الدراسات الإفريقية، إن العلاقة بين المغرب وموريتانيا تعرف نوعا من الفتور الواضح على المستوى الرسمي والرئاسي الحكومي. الشكراوي الذي كان يتحدث ل «التجديد» دعا المغرب إلى إعادة النظر في هذه العلاقة والتركيز على الحوار مع المؤسسات وكذا تفعيل وسائل التواصل غير الرسمية على المستويات الثقافية والدينية، وأيضا أوصى بضرورة التفريق بين ما هو حزبي وما هو رسمي بموريتانيا بالنظر إلى كون الحكم فيها ما يزال عسكريا وقبليا. وفي تفسيره لخلفيات هذا الفتور في العلاقة؛ أكد الأستاذ الباحث في الشأن المغاربي، على ضرورة استحضار أن موريتانيا إلى جانب الجزائر من الدول التي لم تعرف أي تحول في إطار موجة الربيع الديمقراطي عكس تونس والمغرب، وأن موريتانيا على المستوى الاقتصادي حققت نسبة نمو خلال السنة الأخيرة بلغت 5 بالمائة؛ في ظل وضعية عالمية صعبة، مما أشعرها بنوع من الاطمئنان يقول الشكراوي. وتابع «إن ما يحدث بمالي له تأثير أيضا لكون المغرب تموقع خارج الإطار المغاربي ضد الجزائر التي تعد حليفة موريتانيا على هذا المستوى». من جهته قال وزير الدولة عبد الله بها، إن ما تعرفه العلاقات الموريتانية المغربية «سحابة صيف وستنقشع»، مؤكدا أنهم يرون «أن العلاقات بين الجيران لا تكون دائما على وتيرة واحدة، لا بد أن يقع فيها بعض سوء التفاهم في بعض الأحيان، لكن هذا –كما نقول- لا يفسد للود قضية، فنحن لسنا جيرانا فقط، وإنما إخوانا، ولنا مصالح مشتركة بين البلدين، ولنا تداخل في عدد من المجالات». وأضاف بها، في حوار أجرته معه جريدة «الأخبار انفو» الموريتانية، قائلا: «أنا لا أنزعج كثيرا من هذه الأمور، أنتم ترون أنه حتى مع إخواننا الجزائريين التي بيننا معهم خلاف ونزاع مفتعل ومزمن منذ فترة طويلة، ومع ذلك نحافظ على علاقات طيبة مع الجزائر، لأن هذا هو واجبنا وهو منطقنا». في ذات الاتجاه قال عبد الفتاح الفاتحي، الباحث المهتم بالشأن المغاربي، إن التوتر في العلاقات المغربية الموريتانية جد محدود التأثير لاعتبارات عدة، منها أن المغرب دأب على التعايش مع موريتانيا على الرغم من علاقاتها بخصوم الوحدة الترابية للمغرب، كما أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تعرف انتعاشة كبيرة، تفرضها الحاجات القصوى للتعاون المغربي الموريتاني، لذلك يتابع الفاتحي في تصريح أدلى به للجريدة الإلكترونية «هسبريس» «لا أتوقع أن يترتب عن هذا التوتر سوى الاحتكام إلى الحكمة لعودة إنضاج العلاقات بين البلدين نحو مستويات جد متطورة».