موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    موتسيبي: كأس أمم إفريقيا للسيدات المغرب 2024 ستكون الأفضل والأنجح على الإطلاق    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    ضمنهم موظفين.. اعتقال 22 شخصاً متورطين في شبكة تزوير وثائق تعشير سيارات مسروقة    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    طقس حار من السبت إلى الاثنين وهبات رياح قوية مع تطاير الغبار الأحد بعدد من مناطق المغرب        صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز 922 مليون درهم وأمريكا تزيح أوروبا من الصدارة    الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    وهبي: أزماتُ المحاماة تقوّي المهنة    خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    ابن يحيى تشارك في افتتاح أشغال المنتدى البرلماني السنوي الأول للمساواة والمناصفة    بوريطة: المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    فاطمة الزهراء العروسي تكشف ل"القناة" تفاصيل عودتها للتمثيل    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    مفتش شرطة بمكناس يستخدم سلاحه بشكل احترازي لتوقيف جانح    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد محيسن مدير عام العلاقات العامة والإعلام بوزارة الشباب والرياضة في غزة ل «التجديد»: المسيرات الشعبية في المغرب تزعج الكيان الصهيوني
نشر في التجديد يوم 26 - 12 - 2012

قال أحمد عابد محيسن مدير عام العلاقات العامة والإعلام بوزارة الشباب والرياضة الفلسطينية في حكومة إسماعيل هنية، إن المسيرات التي تنظم في المغرب ويخرج في صفوفها الآلاف بل الملايين جد مؤثرة، فهي بقدر ما تفرح أهل غزة وتزيد من صمودهم، تزعج الكيان الصهيوني. وأضاف محسين الملقب ب «أبو مصعب» أن المغرب كان دائما سباقا إلى التضامن مع القضية الفلسطينية وأنه فوجئ بحجم المعلومات التي يعرفها المواطن المغربي عن القضية الفلسطينية عن أدق تفاصيل الحياة اليومية الفلسطينية. وأكد محيسن وهو أيضا أمين سر مجلس بلدية جباليا النزلة؛ أن المقاومة لم تستعمل غير 5 في المائة من إمكانياتها في الحرب الأخيرة، والتي خرجت فيها منتصرة بفضل الله تعالى وبفضل صمود أهل غزة الذين كانوا يمارسون حياتهم بطريقة عادية ومستعدون للشهادة في أية لحظة، على خلاف الصهاينة الذين لجؤوا إلى المخابئ ومنهم من غادر البلاد.
«التجديد» التقته على هامش مشاركة فريق فلسطيني يترأسه بمراكش في لعبة كرة الطاولة فكان هذا الحوار:
● هل يمكن أن تقدم لقراء الجريدة ورقة تعريفية؟
● بسم الله الرحمن الرحيم، ولدت في غزة سنة 1968، وأعمل الآن مديرا عاما في وزارة الشباب والرياضة والثقافة، كما أشغل منصب رئيس نادي المجمع الإسلامي الرياضي الذي أسسه الشيخ ياسين رحمه الله، ومنصب رئيس رابطة الأندية الرياضية في قطاع غزة.
● ما هي حكاية مشاركتكم في بطولة مراكش لكرة الطاولة؟
❍ تلقينا دعوة من الاتحاد العربي لكرة الطاولة للمشاركة في البطولة الرابعة التي كان من المفترض أن تنظم في لبنان، لكن بسبب الظروف الموجودة في هذا البلد وفي سوريا، تم تأجيل البطولة ثم تحول تنظيمها إلى مدينة مراكش، وهي ليست البطولة الأولى التي نشارك فيها عربيا، فقد شاركنا بفضل الله تعالى في بطولات كثيرة، ودعني أقول لك أنه منذ أن أسس الشيخ أحمد ياسين هذا النادي وهو بطل كرة الطاولة على مستوى غزة، وفي بعض المحطات على صعيد فلسطين، وقد شاركنا في بطولة الاستقلال في الأردن وحصلنا على المركز الثاني، ثم شاركنا في البطولة الماضية وحصلنا لأول مرة على مراكز جيدة أفضل مما كانت سابقا. وهذا النادي يضم أيضا مجموعة من الفرق في عدة رياضات منها فريق كرة الطاولة في الدرجة الممتازة، وفريق الناشئين يحصل أيضا على المركز الثالث أو الرابع، وهناك 3 فرق لكرة القدم تضم عددا لا بأس به من اللاعين، فريق أول وفريقان للناشئين، وفريق السباحة يحصل على الرتبة الأولى على صعيد فلسطين وفريق ألعاب القوى ويمثله في الخارج، ولعل المجمع ضمن ثلاثة أندية متميزة في قطاع غزة من ضمن 70 ناديا موجودا على الساحة.
● ماذا تنتظرون من المشاركة في بطولة مراكش؟
❍ أولا نحن نشارك من مبدإ المشاركة وإثبات الهوية الفلسطينية في كل موقع ومنها الرياضة، نمثل فلسطين كلها ليس فقط بالرياضة والألعاب ولكن أيضا بأخلاق اللاعبين، وهي فرصة للتواصل مع كل أشقائنا العرب، ونطمح أن نحصل على مراتب أحسن من السابق، هناك طبعا تفوق في إمكانيات النوادي المنافسة، ونحن نشارك، يمكن أن نقول، بدون إمكانيات اللهم إلا الإرادة والعزيمة، فلك أن تتصور أن كل فريق يجب أن يدخل معسكرا تدريبيا مغلقا قبل البطولة بفترة، لكن المعسكر الذي أقيم عندنا هو معركة في غزة، فلم يستطع اللاعبون خلال الأيام الماضية ممارسة التدريب على الأقل، ومع ذلك أصررنا على المشاركة لكي نوصل رسالة هي رسالة غزة، رسالة الثبات والصمود، وننقل هموم شعبنا وأمتنا.
● هذا يدفعنا إلى السؤال عن الواقع الرياضي في غزة رغم كل هذه الظروف؟
❍ من خلال متابعتنا للرياضة بالقطاع بكل صفاتي الرياضية، يمكن أن نقول إن الواقع الرياضي صعب جدا، سواء من حيث الظروف أوالمناخ الرياضي، كما أن الإمكانيات والبنى التحتية المتوفرة قليلة قياسا مع الدول العربية، فيما الأندية بالكاد يمكن أن تقف على أقدامها، وبعضها لا يملك لا مقرا ولا ملعبا معشوشبا أو طبيعيا، وأدوات اللعب محدودة جدا، كما أن اللاعب في العالم مفرغ فقط لنشاطه الرياضي، أما اللاعب في غزة فهو يمارس عمله اليومي ثم يأتي وهو في ملابس العمل أحيانا من أجل التدريب، كما أن الظروف النفسية غير سهلة نظرا للسلوكات اليومية للاحتلال، أما من الناحية الاقتصادية فقد لا يستطيع النادي أن يوفر أبسط الشروط للاعب نظرا لقلة الإمكانيات، ونقول إن الحكومة والوزارة واللجنة الأولمبية تريد أن تدعم الرياضة، لكن وضعها المادي الصعب لا يسمح بذلك، وبذاك فهي لا تستطيع تقديم إلا الجزء اليسير من باب التشجيع. قبل المعركة كان لنا دوري بدأ منذ أكثر من شهرين، وهو دوري الممتازة والأولى ثم الدرجة الثانية، والمباريات تجري في ملاعب قليلة، نتحدث عن ملعب فلسطين وملعب اليرموك، وملعب بيت لاهيا، وملعب بيت حانون، وملعب الذرة، وملعب رفح، هذه الملاعب القليلة المعشبة تعرضت للقصف بطائرات إف 16 فأصبحت مدمرة بالكامل، كما قصف مبنى الوزارة وأصبح مستويا بالأرض وأصبح الموظفون يبحثون عن أماكن لممارسة وظائفهم.
ومن جانب آخر في قطاع غزة هناك توافق رياضي سبق التوافق السياسي المنشود، فخلال السنوات الماضية، السياسيون اختلفوا، لكن استطاع الرياضيون من فتح وحماس وكافة الفصائل أن يتحدوا، وشكلت مجالس إدارات والأمور تسير بشكل طيب وطبيعي، ونحن نقول إن المحنة لن تطول، وقد سئلنا في مؤتمر صحفي لوزارة الشباب والرياضة مباشرة بعد انتهاء الحرب حول عودة البطولات في سيرها الطبيعي فقال الوزير أن ذلك سيتم بعد فترة قصيرة إن شاء الله.
● كيف عشتم وعاش سكان غزة الحرب الأخيرة وما هي أهم تفاصيلها؟
❍ كان العدوان الصهيوني في هذه الفترة والمحطة كبيرا على قطاع غزة، وحجم هذا العدوان لم يكن أحد يتوقعه بهذا الشكل، حيث مارس العدو كافة وسائل الارهاب على الشعب الفلسطيني، والفاجعة التي أبكت قطاع غزة جميعه هو استشهاد القائد البطل احمد الجعبري رحمه الله، لأن هذا القائد كان يمثل شيئا كبيرا بالنسبة للكل، حيث كان رمز المقاومة ليس فقط في حماس ولكن أيضا عند كل فصائل المقاومة التي تعود له في أي اشكالية، فهو بحق كان رجل الوحدة.. هو من قاد كل عمليات تبادل الأسرى، وقائد ميداني محنك. وحتى قبل قصف الجعبري، استهدف العدو بيت عزاء أحد المواطنين، وقتل العديد من المعزين وأصاب العشرات. والعدو ربما وضع في حسابه أن قصف الجعبري سيمر فقط بتنظيم مسيرات احتجاجية لمدة قصيرة وينتهي الأمر، ويفرض معادلة وشروطا جديدة على المقاومة، وكأنه يقول لغزة «اني أستطيع أن أقتل من شئت وكيفما شئت ووقتما شئت»، لكن بفضل الله تعالى وقبل أن يشيع جثمان الشهيد الجعبري، إذ بالمقاومة تجهز نفسها وتنشئ غرفة عمليات مشتركة لكل فصائل المقاومة تقودها كتائب عز الدين القسام، وتنطبق العمليات الجهادية وتنطلق الصواريخ، وكان الاحتلال يريد أن يوقف هذه الصواريخ فبدأ بتكثيف القصف على عديد من الأماكن مستعملة طائرات أف 16 وهو بذلك يريد إشاعة الرعب بين الناس، حيث قتل عائلات بأكملها وأيضا عائلات المجاهدين وبيوتهم، لكن الشعب في غزة صمد وقاوم وعزز المقاومين الذين بدؤوا يصعدون، وأطلقت صواريخ مطورة من صنع محلي حيث وصلت إلى تل الربيع وأيضا «الاحياء اليهودية» في القدس.
● كيف كان رد فعل الناس في غزة؟
❍ الفرق في المعسكرين أن الناس في غزة كان تمارس حياتها بشكل عادي، فيما لجأ اليهود إلى الملاجئ وعطلت الحياة في عدد من «مدنهم» و»قراهم» حيث لا مدارس ولا جامعات، كلها أقفلت والمصانع أقفلت، حركة المرور في الشوارع قليلة جدا، وخسر العدو مليارات الدولارات من جراء توقف التجارة والسياحة، وبدأ عدد من اليهود في فلسطين يهربون إلى دول أخرى، في البداية كانوا يهربون إلى المناطق التي كانوا يعتقدون أنها آمنة، لكن لما وصلتها الصواريخ، اختبؤوا في الملاجئ وآخرون فضلوا الهروب إلى الخارج، فهم يحرصون على حياة كيفما كانت ذليلة أو عزيزة. هنا بدأ الاحتلال في استجداء أمريكا وبعض الدول الغربية والعربية والإسلامية من أجل أن يقيموا تهدئة مع حماس، وهذا انتصار للمقاومة، لأن الاحتلال كانت دائما منتفشا ومتغطرسا،، فبالرغم من أن العدو هو من بدأ الحرب، هو أيضا من قرر وقف القصف، والمقاومة كانت إلى آخر لحظة تطلق صواريخها لتقول للعدو إنه فشل في كل مخططاته ولم يصب أيا من أهدافه التي وضعها.
● ما هي هذه الأهداف في نظرك؟
❍ أهداف كثيرة من الحرب الأخيرة لم يتحقق منها أي هدف، سواء تعلق الأمر بكسر شوكة المقاومة أو باسقاط الحكومة أو بالقضاء على قواعد إطلاق الصواريخ، بل على العكس تماما خسروا المعركة على جميع الواجهات؛ حتى على المستوى الإعلامي، ذلك أنه لاحظنا تأييدا وتضامنا عربيا واسلاميا غير مسبوق؛ وصل إلى زيارة وزراء خارجية العرب والأمين العام للجامعة العربية؛ كما وصلت الكثير من الوفود إلى غزة سواء من مصر أو من دول أخرى، كما عشنا تضامن الشباب والشابات في كل بقاع العالم مع اهل غزة. من جانب آخر لم يستطع الاحتلال التسويق ل»صورة المسالم المظلوم الديمقراطي المعني بحقوق الانسان»، بل إن الصورة القبيحة للاحتلال خرجت إلى كل الدنيا وتناقلها الناس دون رقيب في كل المواقع، وهذه الصورة كانت تظهر أن العدو كان يستهدف الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ حين عجر عن الوصول إلى المقاومين. كما أن الاحتلال حاول في كثير من الأيام أن يعطل وأن يشوش على قناتي الاقصى والقدس وغيرها من الفضائيات التي تفضح جرائمه، وكان يدخل برسومات وأشكال حتى يوصل رسائله إلى الناس في غزة من خلال هذه الفضائيات، لكن المقاومة استطاعت أن تدخل إلى القنوات الاسرائيلية؛ وأن تبث من خلالها رسائل كتائب عز الدين القسام، وتقول لهم إن المقاومة قادمة، كما استطاعت المقاومة أن تدخل إلى مواقع الكثير من الضباط الاسرائيليين والجنود، وعن طريق الهواتف كانت ترسل رسائل قوية ومحذرة زعزعتهم؛ ولم يعرفوا كيف كان يتم ذلك. مع ذلك مازال البعض في الغرب يعتمد الرواية الصهيونية للأحداث الجارية في فلسطين ولا يعتمد الرواية الحقيقية، يعتمد رواية القاتل والجلاد ويتجاهل آهات الضحية ضحية العدوان والاحتلال. عسكريا وأمنيا وسياسيا انتصرت المقاومة واندحر العدو.
● هدد العدو الصهيوني بالحرب البرية، كيف كان رد المقاومة؟
❍ الحمد لله رب العاملين، كانت معنويات المواطنين جد مرتفعة، فهم كانوا يشيعون جنائزهم ويعرفون أن مآل الشهداء الجنة، وانا أقولها وأكررها لو استمرت الحرب أياما وأياما لما رفع الغزاويون الراية البيضاء، وبقوا صامدين مقاومين حتى يتعب العدو، وللتذكير ففي كل الحروب والاجتياحات التي مضت لم يرفع أهل غزة الراية البيضاء، وكان الاحتلال يهدد بالحرب البرية، وأنا أقول لك بشكل يقيني إن الاحتلال لو أقدم على هذا الأمر لكانت غزة مقبرة لجنوده وضباطه، لأن الذي كان في المعركة كان يمثل جزء يسيرا من كتائب القسام والمقاومة، لا يبلغ حتى 5 في المائة، كان المقاومون جميعهم في الانتظار، كان الالاف من المقاتلين والالاف من الاستشهاديين مستعدون لدخول العدو إلى غزة، فلو دخل العدو غزة لأصبحت بركانا، نعم قد يحدث فينا خسارة، لكنه سيكون العدو الخاسر الأكبر لأن الأرض حينها ستنفجر في وجهه من كل حدب وصوب.
● ما الذي اختلف عن الحرب السابقة حتى تحقق النصر في 8 أيام؟
❍ في حرب الفرقان كانت الإمكانيات بسيطة، وجاء العدوان مهولا بالنسبة للمقاومة، وبعد نهاية الحرب، بدأت المقاومة تفكر في طرق جديدة لمقاومة الاحتلال، كان في الماضي من السهل جدا أن يستهدف الاحتلال المقاتلين والمجاهدين، وربما في حرب الفرقان المئات منهم استشهدوا في الضربات الأولى حينما قصفت غزة، لكن بفضل الله تعالى وبعد هذه الحرب استطاع المجاهدون أن يطوروا من أساليب المواجهة مع العدو وأن يشكلوا شبكة من الأنفاق تحت الأرض، وأن يطورا السلاح، حيث أصبح يصل إلى مدى بعيد؛ وان يطوروا المنظمة الدفاعية والهجومية، ولو تم الاجتياح البري لوجدنا أن العدو سينتقل بسرعة من الهجوم إلى الدفاع والتراجع إلى الخلف بدل التقدم إلى الامام، والمقاومة في اعتقادي كانت ستضرب في العمق وفي المواقع الخلفية للعدو، وهذا كله يدخل في التخطيط الجيد والادارة السليمة والتواصل الميداني والتطوير للوسائل القتالية الموجودة، قل عدد الشهداء من المقاتلين، حيث لم يبلغ الثلاثين بالرغم من أن غزة في هذه الحرب تعرضت للقصف في الحرب الأخيرة أكثر مما تعرضت له في حرب الفرقان، ولكن المقاومة استطاعت ان تطور اداءها فكان هذا الفرق، وهنا اذكر انه لما خرج القائد محمد الضيف برسالة؛ كانت مع هذه الرسالة المزلزلة القوية استهداف الدبابات الصهيونية المتواجدة على الحدود وهي عملية مصورة بالكامل، وأيضا القائد الاخ ابو عبيدة لما خرج ببيان كتائب القسام كان بعدها مباشرة قصف لطائرة اف 16، هذه كانت نقلة رائعة ونوعية. الفرق أيضا في الأداء الإعلامي وجدنا من يقف بجانينا، الفرق في الحدود، في الماضي تقفل الحدود ويمنع نقل المصابين عبر المعابر، وحين ينقلون إلى المستشفيات العمومية يحقق معهم، أما الآن فالوضع جد مختلف، المعابر فتحت، وقوافل المتضامنين تصل على مدار الساعة، كما لا ننسى أن خطاب محمد مرسي رئيس مصر كان قويا وخطابا مساندا، وفي طريقي إلى مراكش علمت أن الملك محمد السادس قد قدم معونات وأنشأ مستشفى ميدانيا، ورأيت بأمي عيني المسيرات التي كانت في المغرب في كل من الدار البيضاء والرباط، وأنا أريد أن اقول أن هذه المسيرات لا تمر مرور الكرام، بل إنها ترعب الكيان الصهيوني.
● ماذا ربحت غزة من الهدنة؟
❍ لا يتعلق الامر بهدنة وإنما هي تهدئة، ونحن مع العدو في جولات وجولات، والمعركة الاخيرة ما هي الا محطة من محطات المقاومة مع هذا المحتل، وهذه المحطات لن ننتهي الا برحيل العدو عن الأرض كل الأرض الفلسطينية، المقاومة لم تخسر شيئا، صحيح اننا تألمنا لفراق شهدائنا ومجاهدينا ودمرت كثير من المنازل والمقرات وغيرها ، لكننا لم نخسر لأننا لنا مشروع كبير هو تحرير الاقصى المبارك وتحرير القدس الشريف وتحرير كل الارض مع رحيل الاحتلال الغاشم، ولذلك لا يضرنا ان سقط منا شهداء، ولا يضرنا ان قصفت بيوتنا، وان قتل عمالنا، ورملت نساؤنا لأن لنا رسالة كبيرة ومشروعا عظيما هو ان يحرر المسجد الأقصى المبارك من هذا الاحتلال الذي دنسه لسنوات طويلة، مشروعنا الكبير ان شاء الله هوأن نصل وان يصل جيشنا إلى القدس، هذا الجيش لن يشكل من فلسطين وحدها ولكن من كل جيوش الامة العربية والإسلامية، ولذلك كل ما نجد على الطريق من آلام وصعاب ومفارقة الأهل والأحباب ومفارقة القادة العظام؛ لن تثنينا عن السير قدما نحو الهدف، وكل محطة؛ نحقق فيها مكسبا جديدا في هذه الطريق، لقد وضع العدو في حرب الفرقان في أهدافه أن يخلص الجندي شاليط، وأن يقضى على الحكومة في غزة وان يوقف الصواريخ، وأن يقضي على المقاومة، بقيت الصواريخ ولم تسقط الحكومة، ولم ينقذ شاليط من خلال الحرب، فشل الاحتلال في حرب الفرقان في كل اهدافه، وفي الحرب الاخيرة وضع اهدافا هي كسر شوكة حماس
والمقاومة والقضاء على الصواريخ والقضاء على الحكومة وتدمير البنية التحتيتة حتى تشل الحركة في القطاع، ولكنه لم يربح أيضا في هذه الجولة، وهي خسارة كبيرة له، لذا فالاحتلال ينتقل من هزيمة إلى هزيمة ونحن ننتقل من نصر إلى نصر، حتى نصل إلى النصر الكبير، ففي كل محطة العدو يتقهقر ويركع ويستجدي؛ والمقاومة تزداد قوة وعزيمة وإن النصر قد اقترب وإن كل المؤشرات تدل على أن اليوم اقترب باذن الله وأن المحطة القادمة ستكوت في الاقصى، والعالم كله معنا.
● هل نفهم أن الربيع العربي كان في صالح المقاومة؟
❍ أكيد أن للربيع العربي دورا كبيرا في انتصار المقاومة، كما كان لنا دور في غزة، وكما قال الشيخ راشد الغنوشي إن غزة كانت هي الشرارة للربيع العربي، وانطلقت الثورات وخرج الناس إلى الميادين، وكانت أول الشعارات تهتف لصالح القضية الفلسطينية، لفلسطين وللقدس وللمسجد الاقصى، ولذلك وكما كان لغزة دور في انطلاق هذه الشرارات كان للربيع العربي. وربما الربيع العربي هو أسوأ شيء حدث للكيان الصهيوني، لأنه يدرك أن هذا الربيع سيزهر ان شاء في غزة والقدس وكل فلسطين، وأن هذه الجماهير وهذه الملايين من أبناء الامة قاطبة التي تهتف باسم فلسطين وتهتف اليوم أن الشعب يريد تحرير فلسطين كما رأينا في الرباط وكما رأينا في الدار البيضاء، وكل الشعوب تريد ذلك على رأسهم الشعب الفلسطيني الذي يمثل دائما رأس الحربة وسيبقى كذلك أو سيبقى على العهد إلى حين تحقيق النصر ان شاء الله.
● ما هي رسالتكم إلى الشعب المغربي؟
❍ باختصار شديد وانا اقولها بكل صدق، نحن لأول مرة ندخل المملكة المغربية؛ لكننا وجدنا بفضل الله تعالى الترحاب الكبير، ووجدنا شعورا طيبا انتابنا منذ اللحظة الأولى، وكانت الحفاوة والاستقبال،وفي مطار محمد الخامس وجدنا الكل يسلم علينا لما يعرف أننا من غزة بشكل قوي ينم عن حب قوي وتقدير، كما استقبلنا من قبل أخوتنا في حركة التوحيد والاصلاح استقبالا حارا، ووجدنا أيضا هنا في مراكش تعاطفا كبيرا حتى من النساء وفوجئنا بحجم المعلومات التي يتوفر عليها من التقيناهم حول التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية في قطاع غزة، وشوقهم لفلسطين وإلى زيارة خوانهم الغزاويين، وإن دل هذا الشعور على شيء فإنما يدل على أن لنا قاعدة خلفية كبيرة واننا لسنا وحدنا في الميدان، فما قدمه الشعب المغربي كبير جدا، فيكفينا أن ترفعوا أكف الضراعة إلى العلي القدير وتدعوا لنا، فما قدمه الشعب المغربي العريق والأصيل، ولما تجولنا في مراكش تذكرنا القائد يوسف بن تاشفين وعلاقته بالقائد صلاح الدين الايوبي ودورهما في تحرير القدس الشريف، لذا بالمغاربة لعبوا دورا تاريخيا على مر العصور في مساندة الكفاح الفلسطيني، وأنا هنا حين أطالع الصحف أجد الكثير منها يتحدث عن القضية الفلسطينية، وجدت أن الشباب والنساء لديهم معلومات عن غزة وعن فلسطين، ونحن نعلم أن المسيرات التي تخرج من المغرب هي مسيرات ضخمة، وهي حاشدة ليس فقط الآن ولكن أيضا في الماضي، وهي تضم الالاف المؤلفة وهذا يرعب الكيان الصهيوني، صحيح أننا بيننا وبين المغرب مسافات طويلة لكن القلوب مرابطة، ما نراه من مساندة شعبية رغم الحمم التي كانت تصب على قطاع غزة تزيد من صمودنا، ونحن نريد من الشعب المغربي أن يظل على هذا العهد، ونحن متيقنون أنه سيبقى على ذلك، وعلى المستوى الديبلوماسي أن يوصل صوتنا إلى الدول الغربية لأن الرواية الصهيونية مازالت معششة في عقول الكثير منهم، نظرا لتسويقها على أنهم الضحية، كل القضايا في العالم حلت إلا قضية فلسطين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.