أكد الدكتور أحمد الريسوني أنه على الرغم من المردودية الإيجابية للعمل السياسي، إلا أن ذلك لا يجيز إخلاء الوظائف والمواقع الاستراتيجية للحركة الإسلامية، وأشار الريسوني في محاضرة نظمتها حركة التوحيد والإصلاح حول «أولويات المسلم في المرحلة اللراهنة» يوم الجمعة 30 نونبر 2012 بتمارة، إلى أن بعض الإسلاميين وغيرهم يتصورون أن التمكين هو أن يكونوا في الحكومة أو البرلمان أو في أي موقع في السلطة، في حين أن التمكين الحقيقي، يوضح الريسوني، هو أن تكون أفكارك وقيمك وثقافتك منتشرة في المجتمع، وشدد رئيس رابطة علماء أهل السنة على أن العمل الدعوي والتربوي والاجتماعي هو العمل الاسترتيجي والأساسي للحركة الإسلامية ولا يمكن أن يكون على حسابه شيء آخر. هذا ونفى الريسوني وجود أي صراعات أو حروب طائفية بين المغاربة والشيعة، وقال في هذا الصدد «لسنا مشغولين بمحاربة الشيعة أو الإباضية أو غيرهم»، مشيرا إلى أن محاولة الشيعة احتلال مساحات في المغرب هو «ضرب من العبث» لأن المغرب استقر استقرارا أبديا « وأقول هذا الكلام بمنطق علمي وتاريخي» يضيف الريسوني ويتابع « لوكانت كل الرياح تهب لصالح هذه المذاهب على مدى مائة عام فلن يتجاوز أعداد أتباعها 10 آلاف» معتبرا أن محاولة إيران نشر المذهب الشيعي في الدول الإسلامية «خطأ استراتيجي» . وعبر الريسوني عن تفاؤله بما حصل وبما سيحصل في عدد من دول الربيع العربي، مشيرا إلى أنه في أي عملية انتقالية يكون هناك ارتباك واضطراب وضغوط ومؤامرات من الداخل والخارج، داعيا الشعوب إلى المحافظة على يقظتها وحريتها لأن هذا الأمر «كفيل بأن يفشل في النهاية كل هذه المؤامرات والفتن التي يراد إشعالها في دول الربيع العربي « مشيرا إلى أن إعادة البناء تحتاج إلى وقت وصبر وتريث، وجدد الريسوني التأكيد على أن ما حدث في دول الحراك العربي «كبير جدا وطبيعي وإيجابي» وليس فتنة ولا مؤامرة، مشيرا إلى أن ذلك سيكون له مردودية على الأجيال القادمة وأضاف «الذي تحقق أن الشعوب استعادت قدرا كبيرا من حريتها ومكانتها واحترامها سواء أمام حكامها أو أمام العالم». وبالنسبة للعلماء، شدد الريسوني على أن أولويتهم العليا هي البيان وأن يقولوا كلمة الحق وأن لا يخافوا في الله لومة لائم لأن العالم فيما سوى ذلك يستوي مع غيره، ويضيف أن هناك أولوية أخرى لا تحتاج جميع العلماء بل فئة منهم وهي الاجتهاد في الإشكالات والتساؤلات والنوازل التي يفرزها كل عصر.